اتصل بي كثير من الزملاء لمعرفة وجهة نظري من قرارات ومشاورات الرياض، وبناء عليه اكتب الاتي:
كان الإعتقاد لدى بعض المتابعين السياسيين إن مشاورات الرياض ما هي الاً إضاعة للوقت، طالما والعنصر الفعال المعني بوقف الحرب يرفض المشاركة فيها،
لم يتم لدى الكثيرين إدراك ان الدعوة الى ذلك اللقاء ما هي الا تنفيذا لسيناريو متفق عليه اقليميا ودوليا، كنتيجة لما حققته مفاوضات الغرف المغلقة في سلطنة عمان بهدف الشروع في مفاوضات الحل النهائي.
قرارات الرياض شكلت صدمه مفاجئة للمشاركين في مشاورات قاعة مجلس التعاون لاسيما وانها مست هيكلية السلطة الشرعية بإجبار الرئيس عبدربه منصور هادي على التخلي عن سلطاته الدستورية، وإحلال بدلا عنه مجلس قيادة رئاسي غير متجانس لتأدية الدور المرسوم له في المفاوضات القادمة مع انصار الله.
وعلى وقع هذه المعطيات جاء البيان الختامي “لمشاورات مجلس التعاون” ليعكس حقيقة التوافق الاقليمي والدولي المحشو بالمصطلحات المكررة والوعود الوهمية والمرجعيات اليمنية والإقليمية التي عفى عليها الزمن.
لقد عكس البيان الواقع اليمني وما يمكن له ان يصبح عليه مصير اليمن مستقبلا.” قرارات الرياض” تحمل في طياتها بوادر ومؤشرات يمكن لها ان تؤدي الى تجدد النزاع العسكري والسياسي، وبالتالي ابقاء اليمن على حاله الغير مستقر، وليظل شعبه يدفع ثمن التناحرات الداخلية والصراعات الإقليمة والتدخلات الدولية.
حقيقة لابد من قولها أن دول الاقليم والمبعوثين الدوليين لم يستطعوا ان يبتكروا إلآ ذلك السيناريو “المفخخ” والقابل للانفجار في اي لحظة غير مدركين بان مكامن الخطورة فيه هي اكثر من واحات الأمان. أما نتائجه فقد أدت إلى:
اولاً..وقف الغارات الجوية ورفع الحصار وفتح مطار صنعاء وتشغيل ميناء الحديدة
ثانياً..إلغى الشرعية الدستورية وإزاحة الرئيس هادي ونائبه، الدخول في هدنة قابلة للتجديد بين طرفي الحرب اليمنية.
ثالثاً.. الاعتراف بالجوازات والوثائق الصادره من صنعاء واعتبارها شرعية وقانونية.
كنا نتمنى أن تتاح للحضور الكبير من المشاركين في مشاورات مجلس التعاون التحاور والتوصل إلى قرارات تعترف بالواقع على الأرض وتطوي صفحة حرب ثمانية اعوام.
وحتى لا يتورط الوطنيين في هذا المصير المجهول نقول لإخواننا من الشمال في قيادة الشرعية عليكم عدم تناسي واجبكم في تحرير بلادكم، وان لا تجعلوا همكم الأول والأخير حكم الجنوب واستباحت ثرواته. عليكم ان تخجلوا من تاريخكم الاسود تجاه الجنوب، حين كنتم بالامس القريب تقاتلون بقواتكم، جنبا إلى جنب مع المليشيات الغازية للعاصمة الجنوبية عدن عام 2015م.
خلاصة القول.. ما يحدث هو إعادة إنتاج نظام علي عبدالله صالح في محافظات الجنوب المحرر بكل ما تعني الكلمة ،اما قضية تحرير صنعاء ومحافظات الشمال فلم تعد في أولويات القيادات الشمالية، فالمهم بالنسبة لهم الوصول إلى تفكيك القوات العسكرية والأمنية الجنوبية ونهب الثروات.
وللاخ اللواء هيثم قاسم طاهر رئيس اللجنة العسكرية والأمنية المعين نقول له لاتنسى دماء الشهداء من ابناء الجنوب، لاتنسى الغدر بالقوات الجنوبية في عمران، لاتنسى غزو الجنوب الاول عام 1994م و الثاني عام 2015. وتذكر حديث الرسول -صلى الله عليه وسلم
“لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين”