اصابتني الدهشة اليوم وانا اسمع التصريح لمسؤول ايراني ياسف للحادث الاليم، الذي وقع في مطار كابول بل يشجبه ويستنكره .رغم ان العملية استهدفت خصومهم .
لربما ان هناك حالة وليدة ، من الثقة بدات بين ايران وامريكا ، حيث انني اتوقع ،ان انسحاب امريكا من افغانستان تم بعد وساطات ومشاورات والتزامات، ومنها ربما ، تسهيلات للشركات الأمريكية في إستثمار معدن الليثيوم الذي يقال ان بلادُ الافغان تزخر جبالها بهذا المعدن ، الذي سيشكل مستقبلا الطاقة البديلة التي تسير كل السيارات والشاحنات وربما الطائرات ويقال ان احتياطات الليثيوم تزيد قيمتها عن الف مليار دولار .
على ان امريكا بدات تكتشف ان تركيزها على نفسها وبناء اقتصادها وتجويد صناعتها هو الحل ، على تنأى بنفسها عن التدخلات ، وتركز على اختراعاتها الذكية .فالصين تغمر امريكا ببضائعها من الواح الطاقة الشمسية الى المنسوجات والاجهزة الالكترونية ، على ان كل ما نشتريه من بضائع امريكية بما فيها بناطيل ( رنجلر ) وتعني راعي البقر .هو منتج في الصين بما فيه كل الحواسيب وهاتف ابل حيث ان امريكا سوق عظيم للبضائع الصينية .
ونعود الى العلاقات الايرانية الامريكية فلقد كنت في دردشة مع زميل ، واخبرني ان شركات بتروكيماوية وبترولية وشركات صناعات ثقيلة تتمنى عودة العلاقات مع ايران فاي سوق تقاطعة امريكا تجد الصين وقد غزته وهيمنت عليه .
كنت قبل اشهر استشف حالة من اللطف في الحديث عن ( طالبان) من قبل امريكا ، فتبين لي ان هناك غزل وتناغم بين الاطراف . ومن نافلة القول ان القواعد الامريكية اثناء الانسحاب من افغانستان كانت تحميها قوات طالبان ! كما ان مطار كابول الدولي الذي يتمركز به اكثر من ٦ الف جندي امريكي هو بدوره قاعدة عسكرية امريكية وبحماية طالبان .بل ان طالبان تتوعد ( داعش الافغانية) بالانتقام ! بسبب هذه العملية المخيفة في حرم مطار كابول الدولي ومقتل العديد من قوات طالبان ايضا .
كيف وقع حادث مطار كابول الانتحاري؟ السببُ فوضى الانسحاب ! وتكدس الالاف في الساحات واقتحامهم الاسوار العالية، كل ذلك لان عشرين سنة من الاحتلال انتهى خلال اشهر دون ترتيب وتنظيم ، ولاول مرة اكتشف ان امريكا تفهم وتتقن الهوشلية ! .
لكن ما يدهشني ان امريكا ذهبتْ للقضاء على القاعدة وانتهت لتحارب طالبان . واوقفت امريكا الحرب على طالبان لتبداء اليوم مع ( داعش الافغاني ) ويساعد ويدعم امريكا في هذه الحرب ثوار طالبان ! دورة عجيبة تدوخ .
وعودة الى ايران فبحكم ان افغانستان تحاد او ترتبط بحدود مع ايران ، فلا بد ان يكون هناك شبه تفاهم بين ايران وامريكا، في عدم ازعاج الشركات الامريكية من العمل على استخراج معدن الليثيوم . وما اخبرني به صديقي ان الامريكيين سيعودن قريبا الى بلاد الافغان كشركات تعدين بحماية طالبان . الذي اثار الدهشة ان الحلفاء كبريطانيا والمانيا واستراليا وفرنسا يشعرون بخيبة امل كبيرة لان امريكا تستعجلهم في الهجوم وتستعجل بالانسحاب وتتركهم على قارعة الطريق .
فاروق المفلحي