لم تبقَ سوى ايام على الانتخابات الأمريكية وتحديداً فسوف يعلن في الخامس من نوفمبر المقبل،الرئيس الأمريكي الجديد .
ويرافق هذه الانتخابات انتخاب اعضاء مجلس النواب ،البالغ عددهم 435 وثلث أعضاء مجلس الشيوخ والبالغ عددهم ١٠٠ اي اثنان عن كل ولاية أمريكية .
وعن التوقعات فهناك تقارب شديد في الاستبيانات ولا تكشف هذه الاستبيانات الترجيح لاي مرشح، في الفوز فهم على تقارب في الاستبيانات . على أن هناك شبه اجماع في ان الفوز في هذه الانتخابات هو الأكثر إثارة في تاريخ الانتخابات الامريكية ، بسبب تقارب عدد المؤيدين لكل من المرشحة -كاملا -و ترامب- . علما ان المبالغ الضخمة التي انفقت على هذه الحملة بلغت ارقاما قياسية وفاقت المليار دولار أمريكي.
وعن هذه الحملات الانتخابية فقد كانت حافلة بالاتهامات وستبقى الاتهامات حتى بعد إعلان الفوز ، الا انه ومن اهم المميزات في أمريكا ان المحكمة إذا اقرت فوز المرشح فلا احد يتجرأ على اتهام القضاء والعدل الامريكي بالتحيز .اذن سننتظر يوم الثلاثاء الموافق الخامس من نوفمبر ،لنعرف من حسم المعركة لصالحه على ان الاعلام والشعب الامريكي يعيش وهج هذه الانتخابات ، وهناك اختلافات شديدة اليوم بل خصومات بين المرشحين وسوف يشعر المهزوم بغبن شديد لخسارته هذه الانتخابات بسبب ما أغدق عليها من جهد ومال وجولات وما اكتنفها من خصومات ومناكفات .
ومن غرائب هذه الانتخابات أن السياسة الخارجية شكلت ايضا اهمية، رغم انه عرف عن الأمريكيين انهم يركزون حملاتهم في الحديث عن امورهم الداخلية ، إلا ان هذه الانتخابات اختلفت بسبب حرب الشرق الأوسط وحرب أوكرانيا .
وفي حالة فوز ترامب فسوف يمثل هذا الانتصار نكسة للحزب الديمقراطي،الذي دفع بنائبة الرئيس إلى خوض الانتخابات بدلا عن الرئيس الحالي - بايدن - وهذا وحسب علمي نادرا جدا في الانتخابات الأمريكية . واذا نجح ترامب فسوف يكون انتصاره نكسة لفرص وصول سيدة إلى البيت الأبيض، فعبر تاريخ أمريكا فالبيت الأبيض وحتى اليوم لم يستقبل رئيسة لأمريكا رغم تمتع المرأة الأمريكية بحقوق متساوية.
وعن الاختلافات في التوجهات بين المرشحين فان-كاملا -عرف عنها انها شديدة التحمس للقضايا البيئية وبصفتها عضوة في مجلس الشيوخ عن ولاية كليفورنيا،فانها تجد نفسها في حالة ميل إلى قضايا البيئة، ومنها تشجيع الانتقال إلى استخدام الطاقة المستدامة ودعم انتاج السيارة الكهربائية ،ووقف التنقيب في المناطق البحرية وكذلك فهي لا تشجع استخدام تقنية التكسير لاستخراج البترول الصخري . كما انها نصيرة للحد من انتشار بيع الأسلحة الفردية ، وكذلك فهي نصيرة في العودة إلى إقرار قانون حرية الإجهاض .
وعن ترامب فهو وكما سبق وصرح في انه سيعمل على وقف الحروب في الشرق الأوسط وكذلك حرب -أوكرانيا -رغم توقه الشديد إلى التوسع في بيع الأسلحة الأمريكية . وهو الخصم الاول للحد من الهجرة الغير الشرعية ومن المتحمسين لبناء الأسوار الشائكة في ولايات التماس مع المكسيك ،ومشكلة ترامب هي زلاته وخشونة منطقة وتصريحاته وغروره .
واجمالا فلا نتوقع الجديد عند فوز اي من المرشحين،فامريكا متمسكة بسياستها الخارجية ولن تتغير . كما ان الوعود الانتخابية لا تعبر عن اخلاص من يدلي بها بل انها ضرورة لجذب صوت الناخب الأمريكي،الذي عرف عنه انه يتأثر بملابس المرشح وابتسامته وتسريحة شعره .
وبجملة نلخصها عن الانتخابات الأمريكية فهي فقط تبادل وتبدل الوجوه ليس إلا، اما السياسة فيديرها البنتاجون ووزارة الخارجية والسي اي ايه ودهاقنة المال .