بعد المقاربة واستخدام الحاسوب فان خطبة الوداع للنبي محمد صل الله عليه وسلم فان نبي الله ألقاها في يوم عرفة من جبل الرحمة في يوم ٩ ذي الحجة السنة العاشرة هجرية ، ويوافق التاريخ الميلادي ٦ مارس ٦٣٢ ميلادية. اي ان عيد الاضحى كان ثابتا ويوافق ٧ مارس من كل عام.
استمر هذا التاريخ او التقويم ثابتا ايام الرسول وأيام خلافة ابوبكر الصديق ،إلى أن تولى عمر بن الخطاب رضي الله عنه الخلافة، فامر الارتباط بالشهور القمرية دون اضافة فروق الايام التي تجعل العام الهجري متوافقا مع التقويم الشمسي، حيث كانوا العرب يزيدون على العام الهجري عدد ١٣ يوم فلا تتغير المواسم والفصول .
كيف استمر الثبات في السنة القمرية؟ والحقيقة فان الثبات كان قبل الاسلام واستمر في ايام رسول الله وبعد ذلك استمر إلى خلافة ابوبكر الصديق رضي الله عنه ، إلى جاء الخليفة عمر بن الخطاب فألغى التقويم الذي كانت العرب وقبل الاسلام تعتمد عليه لتثبيت المواسم وذلك بزيادة ١٣ يوما على السنة القمرية .
كما امر الخليفة عمر بإلغاء زواج المتعة وبذلك اختلت التواريخ او المواسم ولم تعد تناسب الفصول والأعياد فالحج قد ياتي في سنوات في ذروة شهر يونيو الشديد الحرارة، بل وقد يأتي في عز الشتاء .وكذلك اختلفت تواقيت، الأشهر الحرم وهي أربعة: رجب وذو القعدة وذو الحجة والمحرم ،ونتذكر حرب ٦ اكتوبر وكانت في رمضان اي في العاشر من رمضان .
والسؤال لماذا لا نعود إلى التاريخ الذي كان قائما ايام رسول الله وأبوبكر الصديق بل وكان هذا التاريخ قائما ما قبل الإسلام بقرون . ومن حسنات التفكير بالعودة إلى اعتماد التاريخ الشمسي هو ثبات المناسبات والمواسم وثبات التاريخ فمن يحج في ٦ مارس ليس من يحج في شهر شهر يونيو الذي تصل حرارته إلى ٤٧ درجة مع امكانية هبوب عواصف رملية في هذا الشهر الشديد الحرارة .
تصوروا كيف سيسهل الحج في شهر مارس
فالجو سيكون معتدلا ،وكذلك لن ترهق وفود الحجاج بسبب السير لمسافات طويلة في اجواء حارة او تعاني من العطش، بل وربما لن تكون يومها حاجة ماسة إلى المكيفات كما تخف الضربات الشمسية وحالات الجفاف وتعب الحر .
طبعا هناك من سوف يعارض بل ويعتبر مثل هذا الأمر منافياً وغير معقولاً، ولكن إذا تأملنا في الأمر فنحن هنا نتبع سنة رسول الله بل وفي ذلك تخفيفاً على الحجاج، وتذكروا أن شهر رمضان سوف يوافق اشهر الاعتدال المناخي في الوطن العربي والإسلامي وهذا يشكل يسرا على صائمي أوروبا واختلاف الأشهر الذي يصادف احيانا شهور صيف يطول فيها النهار إلى ١٩ ساعة في اليوم .تذكروا ان المسلمين ايضا اعتمدوا التقويم الشمسي بإضافة ١٣ يوما إلى السنة الهجرية فثبتت المواسم . كما وتذكروا ان تاريخ ميلاد ابنك إذا صادف يوم ٣٠ من رمضان فقد لا ياتي ذلك التاريخ إلا في بعض السنوات وكذلك اعياد الدول الوطنية في الدول الاسلامية فقد اعتمدت التقويم الشمسي .
هناك دول تحيي سنتها القمرية مثل الصين وكذلك هناك تقويم يهودي وهناك ايضا اختلاف في التقويم الميلادي في المناسبات الدينية لبعض الكنائس الشرقية،بل ان هناك توقيت صيفي وشتوي ومدارس تغلق في بعض الدول في الشتاء وتفتح في الصيف، كل هذا لتيسير الحياة وانتظام المواسم والمناسبات .