أوقفوا الحرب في اليمن

2021-06-04 08:28

 

اتابع زيارة وزيرة خارجية مملكة السويد .السيدة -آن ليندي-  الى العاصمة - عدن - حيث وعرجت على سلطنة عمان .  ومقابلتها لوزير خارجية السلطنة  صاحب المعالي بدر بن حمد البوسعيدي. وربما كان اللقاء لبحث مبادرة سويدية لوقف اطلاق النار  .

 

 ومنذ ان عرفنا مملكة السويد فقد كان قادتها وساستها وملوكها يمثلون الرشد السياسي في العالم . وبسبب هذا  الرشد ، رشد الشعب السويدي  وسما باخلاقه وقيمه وانسانيته فالناس على دين ملوكها  .

 

 

دفعت  مملكة السويد بسبب هذا الرُشد السياسي المُلهم، دفعت الكثير  بسببه ، فقد تم إغتيال رئيس وزراء السويد الشهير  - اولف بالمه - بينما كان عائداً شيرا على الاقدام  في جنح الليل بعد ان استمتع بمشاهدة احد الافلام . في دار سينماء في المدينة . كان قد ضاق بحراسته وطلب ان يكفوا عن ملاحقته وحراسته  فتصيدوه وقتلوه .

 

قبلها قتل الامين العام للامم المتحدة -السويدي  - همرشولد- حيث تم تفجير طائرته، بزرع قنبلة ادت الى انفجارها في الجو ومقتل الامين العام ومرافقيه .

 

السويد تدفع ثمن انسانيتها وصدقها وعلينا ان نصدقها ونستمع اليها وان نختارها وسيط بيننا . فالسويد تشكل النقاء الانساني والسياسي في زمن المخاتلات والنفاق والدجل والحذلقات ، على ان السياسة لا زالت غير انسانية وغير منصفة إلا في السويد فهي امة عظيمة بانسانيتها وطيبتها واخلاقها ومثلها  .

 

نعود الى عنواننا وهو اهمية وقف اطلاق النار  في اليمن . ونعلم انه لا يمكن لقادة  الحروب ان يتعبوا  من الحروب ، لان الدماء التي تسفح في الجبهات ليست دماء فلذات اكبادهم ، كما ان العناء  لا يطولهم  فابناء القادة والساسة في عالمهم السحري وابراجهم العاجية ويرتعون في الامان والثراء بل والرخاء والإسترخاء  .

 

وهناك من ينصح في ان على الاطراف المتحاربة ان تبداء بالمتاح،  وهو وقف اطلاق النار ليعود المشرد الى بيته والمزارع الى حقله واليتيم الى الى حضن اهله وتستطيع ام الفقيد ان تذهب لتبحث في مقبرة القرية عن ضريح  ابنها الفقيد الذي منح وسام الشجاعة يوم مقتله في الجبهة وذلك قبل ان يكمل المدرسة الاعدادية،  وهكذا في وطني يقتلون الابناء صغارا في الجبهات وفي الكورونا  وحمى الضنك بل وسوء التغذية وتموت الامهات من الحزن والقهر  .

 

أذن وقف اطلاق النار هو المطلب والواجب الانساني والديني والاخلاقي . سجلوا بعدها ما تريدون من انتصارات - تفاوضية - فهي وان طالت تلك المفاوضات فليس في طياتها ذنوب وفواجع لهذا الشعب المغلوب على امره .

وتذكروا ان حروبنا استمرت وطالت واستطالت ولم تتوقف منذ داحس والغبراء وحرب البسوس التي خضناها بالسيف والرمح  والسهام لتنتهي  اليوم بحرب الصواريخ والمسيرات والقنابل الذكية وطائرات الشبح .

 

نعود الى السويد فهل يمكن ان تحتكم الاطراف الى -مملكة السويد -بعيدا عن الدول الكبرى ، فالسويد ليس لها مصلحة في اليمن بل ان اطفال  الوطن وامهاتهم يدينون للسويد  بحنانهم وبرعايتهم وعلاجهم وتغذيتهم ، فلا زال الطفل اليمني يتذكر المستشفى السويدي والطبيبات السويديات وذلك الحنان الدافق والرعاية التي اغدقن بها على اطفال الوطن  والامهات الحزينات والقاصرات واطفالهن الابرياء المكسورين والمشردين والضعفاء   .

 

هل هناك من يسمع لمناشدات السويد وساستها فهم يعيشون حرب اليمن وحرب فلسطين ويتالمون مثلنا لما تعيشه هذه المجتمعات من مضنيات وعذابات وفواجع  .

 

آخر الكلام .

 

نموت على اي

لون نموتْ

ونحيا بدون

دواء   وقوتْ

 

وكنا الايادي

 نجود بها

فصرنا نمدها

عند المساء

وعند القنوت

 

فاروق المفلحي