بين الإنتقالي والشرعية....

2021-01-30 10:17

 

لا يعني ان المتخصص والمتابع او ذلك الذي هو على تماس مع ما يجري في اروقة الشرعية، لا يعني انه الوحيد الذي يدرك ان الأمور بين الانتقالي والشرعية ليست طبيعية، بل هي علاقات متفاقمة مشحونة بالتربصات والتماكرات .

 

منذ التعيينات الاخيرة اي ما بعد تشكيل الحكومة ، بل وقبلها فان العلاقات والثقة شبه معدومة،  بين الإنتقالي الذي اعطى وما استبقى وبين الشرعية التي تعنتت وتجاوزت واستشرت عيوبها وذنوبها  .

 

وكما تقول العرب - لم يعد بقوس الصبر من مَنزع- ومن يسبب كل هذا العنت والتربصات والتماكرات؟ هي وليس غيرها -الشرعية- التي تملكتها حالة من الزهو والخيلاء بل والعبثية في قضية تمس الوطن ومستقبله ومصيره .

 

على ان - الانتقالي -يستنزف بهذا الصبر وبهذه الحكمة مع الشرعية، يستنزف شعبيته التي تسامقت وسمت، لكنها اليوم تتراجع، بفعل التريث وما يقال عن جميل العواقب في الصبر ، وليس كل صبرٍ محمود العواقب .

 

والحقيقة فلست بصدد الرئيس -عبد ربه منصور هادي- لانني لا يمكن ان اتخيل ان تعيينات تخالف قراراته ورغباته ويصدرها  الرئيس دون مشاورات مع الانتقالي الشريك  بنصف الحكومة وبكل الارض.

 

في يقيني ان هناك ضغوطات وتأثيرات من مراكز قوى ساهمت بل تجرأت فاحدثت كل هذه التضاربات والتنمرات .

 

وبما ان مايدور وراء كواليس السياسة تشي عنها قراراتها ، فالرئيس ربما بل -اكاد اجزم- انه تحت سطوة هذه المراكز ، فالزمته هذه القوى القبول بل الطاعة  .

 

اذن على المجلس الانتقالي ان يمارس حقه في رفضه وغضبه فلديه التفويض الشعبي المتعاظم لفرض هيبته وسطوته، وحتى لا تصيبه رذاذات اللوم او توصمه الناس بالعجز  والهوان والتعثر .

 

لا أمل في هذه -النصفية العبثية -ولا أمل في الإنتظار فقد يكتسحنا الطوفان ونحن نعد ونحسب ونتريث في القرار .فليس كل تريث محمود العواقب ،وعلينا ان نقطع النهر قبل ان يداهمنا الفيضان .

 

وعن توقعات العامة وهي -بارو متر - الحقيقة ، فهم يرون انه من المحال التذرع بالصبر والحكمة ، في قضايا تمس شرف الامة بل ونخوتها، ولا بد من استباق الاحداث مهما كلفت من تضحيات ومخاطرات فلا طاعة لشرعية في معصية الوطن .

 

فاروق المفلحي