سبعةُ أشهرٍ عجافٍ والقواتُ المسلحة الجنوبية دون مرتبات، في سياسةِ ضغطٍ وابتزاز تمارسُها الشرعيةُ اليمنية بالاتفاق مع أطرافٍ حليفة لجماعة الإخوان المسلمين داخل التحالف نفسه.. سياسةُ ابتزازٍ مكشوفة هدفها تركيع الجنوب سياسياً وعسكرياً للقبولِ بإعادة السطوة اليمنية إلى عدن وإخضاع الجنوبيين للاستسلام والتسليم بإعادة ألوية الإرهاب والقاعدة وداعش إلى أرض الجنوب تحت مسميات "البند الأمني والعسكري"، وتحت يافطات الشراكة، وفي المقابل تتخندقُ هذه الشرعيةُ المهترئة ضد الشراكة الحقيقية التي نص عليها اتفاق الرياض وتستميتُ في تعطيل إعلان الحكومة وتعمل، ليلاً نهاراً، على إقصاءِ الشريك الجنوبي.
ملامحُ الشراكة التي تريدها الشرعية اليمنية واضحةٌ في سلوكها اليوم مع الطرف الجنوبي الذي يسيطر على الأرض ويحفظ لهادي وشرعيته شيئاً من ماء وجوههم أمام الحوثي.
إلى قواتنا المسلحة ومقاتلينا الأشاوس على خطوط النار في شقرةَ والضالعِ ومكيراس ووادي حضرموت، كونوا على يقينٍ أن مَن يبتزكم اليوم في مرتباتكم وقوت أولادكم وأنتم القوة المسيطرة على الأرض وهو مجرد صفر على الشمال، سيكون أكثرَ شراسة حين يصيرُ شريكاً في السيطرة، ولامحالةَ سيصبح أكثر تنمرا ضدكم وضد حقوقكم حين ينال من أرضكم موطئ قدم أو قرار، هنا لن يكتفيَ بقطع المرتبات فحسب، بل سيتعداه إلى قطع الهواء والتعدي على الأعراض حقدا وانتقاما؛ فأنتم أمام عدوٍ همجي قبلي مليشياوي إرهابي مثخن بالحقد، لا يفقه أخلاقيات الحرب ولا يدركُ أبجدياتِ السياسة والاختلاف..
حقاً.. لا خيارَ أمامكم وأمام شعب الجنوب قاطبة سوى التمسك بالسيطرة على الأرض مهما بلغتْ أساليبُ الابتزاز والتعذيب من دناءة وقبح، فعظوا عليها بالنواجد وإياكم وإشراك الأشرار في تراب أرضكم.. أما أنتم القيادةَ السياسية في المجلس الانتقالي فإنكم أمام مسؤولية أخلاقية، قبل أن تكون وطنية، لوضع حد واتخاذ قرارات مصيرية ضد هذا العبث والتجويع الممنهج الذي يطال شعب الجنوب وقواته وقواه السياسية والمدنية.. فهلّا أتكلنا على الله وغادرنا عباءة التبعية وتجاوزنا أساليب المداهنة والاستجداء ؟!!
#وهيب_الحاجب