جامعة عدن وكارثة الفيزياء!!

2025-01-02 04:41

 

نشرنا أمس، نحن في "الأيام"، تصريحًا لباحث وطالب دكتوراه في إحدى الجامعات الأوروبية تحدث فيه عن إشكالية حذف مادة الفيزياء من متطلبات كليات الطلب في جامعة عدن، موضحًا تبعات هذا القرار وما قد يترتبُ عليه من كارثةٍ تسيء لجامعة عدن وتقلل من مكانتها العلمية والأكاديمية.. الباحث تحدث عن تجربته الشخصية مع مادة الفيزياء في الجامعة الأوروبية التي يحضّر فيها الآن الدكتوراه باعتباره واحدًا من خريجي جامعة عدن قبل حذف هذه المادة... المهم اليوم التالي للنشر "نكع" لنا "تكتور" عرّف بنفسه أنه أستاذ مادة الكيمياء في كلية الطب وعضو مجلس إدارة السنة التحضيرية ليرد على الخبر في سياق عاطفي متشنج يفتقد للمنهجية والواقعية، ويفتقر للحجة والمنطقية، وكما هي عادة المواقف الضعيفة راح صاحب الرد يلوك مصطلحات المؤامرة و"التلفيق" و"تشويه سمعة الجامعة" في عبارات إنشائية بعيدة كل البعد عن ملامسة جوهر المشكل الحقيقي. فبينما اعترف الرد بحذف الفيزياء من متطلبات امتحان القبول زعم أن المادة ماتزال تُدرّس بنصابٍ أكبرَ وساعاتٍ أكثر عما قبل الحذف.. وهذا تناقضٌ واضح أضاف إلى التساؤلات السابقة علاماتِ استفهام أخرى حول واقع ومستقبل الفيزياء وربما مواد أخرى، في كليات الطب بجامعة عدن، منها: ما المعيار العلمي وما الدافع المنطقي لحذف الفيزياء من متطلبات القبول؟!!.

 

عموما.. رغم أن الرد يفتقر تمامًا لمعايير "حق الرد" المنصوص عليه في قانون الصحافة والمطبوعات النافذ، إلا إننا في "الأيام" وجامعة عدن" "عيال عم" وما فيش بيننا أي رسميات. رسمياتنا وغايتنا فقط هي الحفاظ على مكانة الجامعة ومكانة الشهادة التي تمنحها ومستوى مخرجاتها، وكذا أهمية فرض تلك الشهادة والمخرجات للتعامل معها واحترامها في كافة جامعات العالم كما كانت جامعة عدن في عهدها السابق.

 

ما نخشاه فقط هو تنصل الجهات المعنية بالجامعة من المسؤولية وتهربها من الرد والتوضيح بشأن ما تفضل به الباحث وما أراد أن يوصله ويحذر منه بدافع الحرص والتصحيح.. ما نخشاه هو أن يكون هذا هو الحال الذي صارت إليه جامعة عدن: المسؤول مختفٍ، وأستاذ الكيمياء يرد على موضوع الفيزياء؟ والطالب "خش" الكلية يدرس فيزياء دون أن يخضع لامتحان فيزياء... ما نخشاه باختصار هو أن يكون قد تم حذف أستاذ الفيزياء هو ومادته، و"ركزوا" لنا أستاذ الكيمياء ليرد ويوضح!!