كثيرون همُ الشبابُ الجنوبيون المؤهلون وحملةُ الشهاداتِ الجامعية ملتحقون اليومَ بالمقاومة الجنوبية وهم وقودٌ لها منذُ انطلاقِ المارد الجنوبي ضد الاحتلال الشمالي البربري، غير أن هؤلاءِ الأبطال بمختلف تخصصاتهم مهمشون في وحداتهم العسكرية، فمنهم الحارسُ ومنهم المرابط في النقاط الأمنية ومنهم من يحمي حدودَ الجنوبِ ومنهم من فَقَدَ جزءاَ من جسده ومازال منسيّاَ يحاربه اللصوصُ ويتربصُ به الشقاةُ ومنهم من لَزِم البيتِ قهراً وكمداً.
في أكثرِ الأحوال وفي حالاتٍ نادرة جدا نجدُ المقاومَ الجامعي وصل إلى قائد كتيبة وربما دون صلاحياتٍ كافية ويعملُ وبعده عشرون مخرباً ومعطّلا ومتربصا، بينما حاملي شهادة الرابع الابتدائي وقُطّاع الطرق وأصحاب السوابق قادةُ ألوية يشخطون وينخطون ولا يعيرون للنظام والقانون والعرف العسكري أي احترام ويعبثون بوحدات عسكرية بتصرفات غبيةٍ وبليدة لا تعي ما تعمل.
الحالُ أيضاً لا يختلفُ مع قدماءِ الضباط الجنوبيين الأكّفاء الذين حُوربوا ومُورس ضدهم أبشعُ أنوع التمييز والعنصرية والتحقير والامتهان الممنهج إبان نظام الاحتلال وبعد التحرير.
لا أعتقدُ أن التحالفَ يغيبُ عنه أن القيادةَ لا تحتاج إلى بلطجية وخبرة في عالم الجريمة واللصوصية بقدر ما تحتاج إلى قدراتٍ علمية ومؤهلات قادرة على التخطيط والعمل بمنهجية عسكرية ومهنية، ولا أعتقد أن التحالف لا يعي هذا الخطر على مستقبل القوات المسلحة الجنوبية... فماذا يريد هذا التحالف من "ركوزة" أصحاب السوابق وتوليتهم أمن الناس وأمر البلد ؟!!
وهيب الحاجب