يقول البعض إن هادي سلم الجنوبيين دولة بكل مقوماتها بما في ذلك "بنك مركزي"، ونحوه، وأن قيادات الجنوب التي سلمها هادي السلطة، لم تكن جديرة بقيادة الدولة التي وهبها هادي لها على طبق من ذهب، فأضاعتها وناصبته العداء وسعت إلى الانقلاب عليه، والإطاحة به من الحكم.
فإذا فكرنا على عجالة أين هي الدولة التي سلمها هادي للجنوبيين؟
العاصمة عدن.. سلم إدارتها إلى جعفر محمد سعد واستشهد الله يرحمه، ومن ثم عيدروس الزبيدي وشلال علي شائع وهما من رجال المقاومة وقادتها، ومنذ لحظة تسلمهما السلطة في عدن بدأت المفخخات تتربص بهما وكادا أن يقتلا في الكثير من العمليات الانتحارية، فتحولت الحرب ضدهما من حرب مفخخات إلى حرب أخرى عرقلة عملهما وصولا إلى الاطاحة بالزبيدي بتهمة العمالة للإمارات ووو والكثير من التهم.
تم تعيين عادل الحالمي مديرا لشرطة لحج ولم تمر أشهر إلا وتمت الاطاحة به، وكذا محافظة أبين التي سلمت لصهر نائب مدير مكتب الرئيس هادي وبعد أشهر من التظاهرات غيره هادي بأحد رجالات علي محسن الأحمر وكأن هادي يعاقب أبين فقط.
في حضرموت عين أحمد بن بريك محافظا لكبرى محافظات الجنوب، وحين طالب بتسليم حضرموت منفذ الوديعة باعتباره ملكا لأهلها، قالوا له هذا ملك لمأرب وأولاد الأحمر حصرا وتم الاطاحة به.
بالنسبة لمحافظة الضالع، نصب فضل الجعدي محافظا وقطع عليه كل سبل الدعم وعندما هدد بتقديم استقالته تعرض لمحاولة اغتيال.
وكذلك الحال بشبوة التي أطاح بمحافظها أحمد لملس وسلمها لأحد الموالين للأحمر والذي من انجازاته أنه هرب قيادات حوثية وقعت في الأسر إلى البيضاء.
البنك المركزي، أصدر هادي قرارا بنقل البنك المركزي في صنعاء إلى عدن، لكن لم يحدث أي شيء، فكل موارد عدن كانت ترسل إلى صنعاء، وأبرزها موارد الاتصالات والانترنت التي تدر مليارات شهرية، ترسل من عدن الى البنك المركزي في صنعاء، ومأرب المحافظة الغنية رفضت حكومتها أن تورد ولو فلس واحد الى بنك عدن المركزي، الذي ظل فرعا لبنك صنعاء دون أموال.
فحتى العملة التي طبعت في روسيا قامت الحكومة بتهريبها عبر قوارب صيد إلى قصر معاشيق دون أن يدخل منها فلس واحد الى البنك المركزي في عدن، والا نسيتوا أنهم هربوها.
هادي أصدر قرار باعتبار عدن عاصمة مؤقتة، لكن حكومته وصناع القرار في الرئاسة اليمنية، اعتمدوا مأرب العاصمة وتركوا عدن، فعدن العاصمة التي لا توجد فيها "اذاعة FM، بينما الجوف التي يحتل الحوثيون أجزاء واسعة منها افتتحت الشرعية فيها اذاعة، بينما العاصمة العريقة وأقدم العواصم العربية التي عرفت التلفزيون والاذاعة ترفض حكومة هادي أن تشغل ولو استديو وحيد في عدن، وحتى القناة التي تحمل اسم العاصمة، جيرت كل برامجها لمصلحة محافظة شمالية مجاورة.
فتشت كثيرا لعلي أجد ملامح دولة في عدن، فلم أجد، غير طوابير من المركبات تبحث عن بترول، ونساء تفتش في أكوام القمامة عن لقمة تسد بها جوعها، وفقراء يموتون أمام مكاتب البريد ينتظرون إعانة فصلية لم تأت، ومجاري طافحة، ومياه معدومة، وكهرباء مقطوعة.
ميناء عدن الذي يعتبر من أهم مصادر الدخل القومي للبلد يرأسه أقرب المقربين لهادي، يعني ما في للحراك الجنوبي أي سلطة وكذلك بقية المرافق، فأين هي الدولة التي سلمها هادي للجنوبيين.
بربكم أين هي الدولة التي سلمها هادي لعيدروس الزبيدي وأنا أروح له الآن اسأله فين ضيعها؟.
الجنوبيون انتزعوا نصرا من أنياب مليشيات صنعاء وقوى العدوان القبلية والدينية والطائفية بتضحيات كبيرة، وعليهم مراجعة أنفسهم وتصويب الأخطاء والمواقف ما لم فأن القادم جحيم، طالما وهناك رئيس رهن نفسه لمن يناصب العداء لأهله.
أتحدوا وتكاتفوا فوالذي نفسي بيده انه ليس المستهدف المجلس الانتقالي أو فلان او علان من القيادات، بل المستهدف قضية شعب ووطن وهوية.
فمن أخرجكم من الدين الإسلامي ليس صعبا عليه أن يصفكم اليوم بأي صفة وأن يوجد أي مبرر لضربكم وقتلكم وسحلكم في الشوارع.
فوالله لا يهمهم حوثي ولا ايراني ولا مجوسي، كل الذي يهمهم هو الجنوب ولا شيء ولو كان على حساب ابادة اهله.
دعوا عنكم المزايدة، الجنوب في خطر وما يحصل حاليا من قرارات هي مقدمة لما هو أهم من ذلك، أنهم يسعون بقوة لشيطنة الجنوب وضربه ضربة قاضية، كما يخططون.
اللهم إني بلغت اللهم فأشهد..
#صالح_أبوعوذل