إلى فنادق الصبيحة !!

2017-11-26 20:11

 

الأطقمُ والآلياتُ العسكرية، ومئات الجنود والمظاهر المسلّحة، التي شوّهت المدنيّة،َ وأقلقتْ السكينة في عدن، أولى بها وأشرف لها أن تكونَ في جبهاتِ الشرف والبطولة بالصبيحة، التي يسطّرُ أبناؤها ملاحمَ بطوليةً بأسلحتهم الشخصية، وبمدد لا يُذكر، وعلى استحياءٍ من حكومة الشرعية ومضض ومَنٍّ وأذى من الجيش الذي يصفونه زوراً وبهتانا بالوطني.

الصبيحة ومناطقُ التماس الشمالية مع العربية اليمنية تدافعُ عن كرامة الجنوب، وتعضُ بالنواجذ على شرف النصر الذي تحقق بالعاصمة عدن.. رجالها يُقتلون ونساؤها وأطفالها محاصرون، وينزحون ويُشرّدون ويموتون جوعاً وعطشا وفتكا بالأمراض جرّاء الحصار الذي تفرضه قواتُ الحوثي وصالح الحالمة بالعودة إلى الجنوب من بوابة الصبيحة، وكثيرٌ من قيادات (المقاولة) يتمخطرون بأطقم وآليات وحراسات مدججين بمختلف أنواع الأسلحة، وحول منازلهم وغرف الفنادق التي “يهيصون” فيها، ينتشر عشرات الجنود والأطقم لتؤمّن لذلك القائد المهووس جلسة قات ممتعة أو ليلة حمراء فيها من “قلة الخير” ما يستهتر بشخصية القائد العسكري ويجعلها في الحضيض.!!

الصبيحة - يا صناديد الجنوب - أولى لكم أن تسهروا في جبهاتها، وأن تسمروا على دوي المدافع التي تقصف وتقتل الأطفال والنساء، وتهدد الجنوب من خطر قد يعيدنا إلى حضن الاحتلال ثانية، وعلى حين غرة.

المليشيا وقوات المخلوع صالح تستميتُ في الصبيحة وتراهنُ على هذه المنطقة التي ترى فيها خيرَ مكانٍ لاستخدامها كمنصة صواريخ بالستية (إيرانية) ستوجه إلى مطار وميناء عدن وقاعدة العند ومقر قوات التحالف العربي، وعدد من المعسكرات الجنوبية.. ومع هذا الخطر الذي يتقرب من الجنوب ويدب على نار هادئة لا تزال فصائل بالمقاومة الجنوبية في أيادي طائشة وقاصرة لا يمكن أن تخرج من زاوية المناكفات الضيقة، والتصرفات التي لا تنظر إلى أبعد من أنوفها، وهو ما يرجح تكرار مشهد الصبيحة في أكثر من جبهة من خطوط التماس.

فهل نعي هذا الواقع، ونستشعر ذلك الخطر، ونبارح فنادقنا، ونكف عن الاستعراض في شوارع عدن لنتّجه بإمكاناتنا لمساندة رجال الصبيحة؟!

(صحيفة الأيام)