الحراك الجنوبي هو رائد النضال السلمي في المنطقة برمتها، وعلى الرغم من الصعوبات والتجارب المريرة التي خاضها ما بين سلم وحرب، إلا أنه الوحيد الذي استطاع أن يخرج بأقل الخسائر الممكنة مقارنة ببقية التجارب المماثلة في المنطقة.
هناك شيءٌ أخر، حجم الفساد والاختلالات الموجودة في مأرب وبقية المناطق الشمالية أكبر وأسوأ بمائة مرة مما هو موجود في المناطق الجنوبية، ومع ذلك فالفارق واضح بين ردّة الفعل الشعبية والنخبوية على هذه الاختلالات في المناطق الجنوبية وبين نظيرتها في المناطق الأخرى طيلة الفترة الماضية، حيث يسود صمت مطبق حيال كل ما يحدث من فساد وسوء..
أمرٌ ثالثٌ، التجارب التاريخية تقول بأنه ليس كل من تقدم صفوف النضال والمرحلة التأسيسية سيستحوذ على كل السلطة والنفوذ لاحقاً، ولو تأمل أحدهم جيداً على ضوء هذه الحسبة النفعية-السلطوية الصرفة، لوجد أن المسئولين الجنوبيين في نظام علي عبدالله صالح هم المستفيد الأكبر من ثورة الحراك الجنوبي لحد اللحظة، والجميع يعرف حالهم جيداً قبل ظهور الحراك وبعده!
هذا الكلام أقوله لأولئك الحراكيين الذين شقّوا رؤوسنا بالبيانات والتنديدات اعتراضاً على تشكيل المجلس الانتقالي لعل بعضاً من طمأنينةٍ وراحة بالٍ تصيبهم، مع إنهم لو كانوا يؤمنون بالمنافسة الشريفة، لكانوا قد هرعوا إلى تشكيل كيان جامع يتفادى كل النقائص المأخوذة على المجلس الحالي.
ولله في خلقه شئون!
آمين اليافعي