كثر الحديث هذه الأيام عن عودة حكومة الشرعية وما اذا كانت عودتها تعني هزيمة سياسية للمجلس الانتقالي أم لا وتعالت اصوات كانت حتى الأمس القريب من أشد المؤيدين له.
كنت قد كتبت على صفحتي في الفيس بوك عبارة واحدة تعليقا على أحداث يناير ان (الساقط لا يسقط)
ومقاعد هذه العبارة أن إسقاط حكومة تقوم بدورها وتمسك مفاصل القرار وتمارين على الأرض أمر ممكن لكن إسقاط حكومة هي عبارة عن ظاهرة صوتية ومجموعة من المصلحيين لا يمكن أن تقول انه تم إسقاطها فهي هلامية غير قابلة للإمساك بها أو تعطيل اجراءاتها فهي ساقطة بحكم الواقع ولا يمكن إسقاطها.
الأهم من كل ذلك الذي يجب أن يحرك الناس هي عدة اجراءات لابد للمجلس أن يقوم بها وسؤال لابد أن يجيب عنه
اولا:يجب على المجلس الانتقالي أن لا يسعى إلى الحكم في هذه الظروف الصعبة والمعدة داخليا وخارجيا لان هذا سيجعله في مواجهة مع كل أبناء الجنوب من كل الأطياف فالناس لا تريد شعارات بقدر حاجتها إلى الخدمات ومن حسن صدف المجلس الانتقالي أن الله قد وهب لها حكومة فاشلة بكل المقاييس وكل فشل يصيبها يزيد في رصيده
ثانيا : لاشك أن المجتمعات بدرجة عالية من التوجس والقلق والخوف وعدم الاطمئنان للآخر لذا لابد من كبح جماح أي نزوات قد تشتت الجهود وتنزلق به إلى ردهات فعل على قضايا هامشية تحرفه عن الأهداف التي ينشدها
ثالثا : العمل المشترك مع كل من يخالفه الرأي ومحاولة تكوين مروحة واسعة من الطيف الجنوبي الذي يشترك معهم في الهدف حتى وان اختلفت الوسائل اختلف المكون الذي ينتمون اليه؛لان أكبر مشكلة واجهت الفترات الانتقالية في التاريخ هو التفكير بمن سيحكم وليس التفكير بشكل الدولة ومثل هذا الأمر سيسقط الجميع في فخ الاختلافات
رابعا : التركيز على نبذ العنف من المجلس الانتقالي وليدع الشعب يواجه من يسرق النور من عيونهم واللقمة من أفواه المساكين
خامسا : يجب على المجلس الانتقالي أن يتبنى مسألة حقوق الإنسان في الجنوب بشكل حقيقي حتى لمن اختلف معه ولا شك أن كثير من السخط هو أن تنسب الانتهاكات التي تقوم بها أجهزة الدولة للمجلس الانتقالي ويقف هو صامتا عليها أو مبررا لها كما يجب أن يشكل منظمات مهتمة بهذا الأمر لتتواصل مع المنظمات الدولية ولابأس أن لا يكون في الصورة ولي في هذا الجانب دراسة بحكم التخصص كيف تتخذ المنظمات الدولية قراراتها.
ذلك أن المجتمع الدولي في الوقت الحاضر صدقا او نفاقا يبني مواقفه عل مسألتين رئيسيتين هما مكافحة الإرهاب وحفظ حقوق الإنسان.
سادسا : المرحلة تبدوا تبدو ملتبسة معقدة يلفظها الضباب والمجلس الانتقالي هو في حقيقة الأمر مجموعة الناس المؤيدين له فإذا انفض الناس من حوله تحول هو الآخر إلى ظاهرة صوتية لذا لابد من وسائل تواصل مع الناس تبين لهم حقيقة ما يجري
قد يقول قائل أن العبرة بالنتائج نعم ولكن لا نتائج وان بدون مقدمات
ويبقى السؤال الكبير هل المجلس الانتقالي لديه القدرة أن يقول نعم متى أراد ولا متى أراد والباقي كله تفاصيل
أمين اليافعي