لماذا لا يكون حزب ‘‘الرابطة‘‘ حاملاً سياسياً للقضية الجنوبية ؟!

2016-11-12 18:59

 

كلُّ المشاريع التي طُرحِت بشأن ايجاد "الحامل السياسي" تبحث في كيفية خلق سلطة حاكمة للجنوب أو سلطة تنفيذية تدير شؤون محافظات الجنوب .. فإذا كان هذا هو مفهوم الحامل السياسي لدى النخب الجنوبية التي طرحت أفكارها ومشاريعها فهذه كارثةٌ في حق الجنوب والمستقبل الذي ينتظره .

 

لكن مازال لدينا أمل بأن تلك المشاريع المطروحة مجرد هوس بالسلطة وحُب للقيادة ومرض أُصيبت به كثيرٌ من النخب ، مازال لدينا أمل أن تلك المشاريع ليست بقناعة وليست فهماً حقيقيا أو مفهوماً واعيا وناضجا لمعنى "الحامل السياسي" الذي تنشده قضية شائكة ومعقدة كقضية الجنوب ، فالحامل المنشود لحمل القضية اليوم ليس سلطةً تنفيذية ولا حكومة ولا قيادة سياسية أو عسكرية للبلد كما يذهب إليه كثيرٌ من المنظرين والسياسيين الجنوبيين ، فماذا عسانا أن نحكم وندير والجنوب لايزال في قبضة "الاحتلال" خاضعا لسلطات التحالف والشرعية ويُدار وفقا للدستور اليمني ولمرجعياتهم المتمثلة بالمبادرة الخليجية والحوار الوطني والقرارات الأممية التي لم تعترف بالجنوب ولو من زاوية واحدة من الزوايا التي تطرح بشأنها نُخب الجنوب مثل تلك المشروعات والمقترحات ؟ ماذا عسانا أن نحكم وندير والجنوب لايزال نكرة في أجندة السياسة الإقليمة سيما السعودية ودول الخليج ؟ ماذا عسانا أن نحكم وندير والجنوب لايزال جزءا لايتجزأ من اليمن وفرعا في قبضة الأصل ؟

 

الجنوب -ياسادة- بحاجة إلى حامل سياسي يخرجها أولا من هذا الكابوس وهذه التبعية المفروضة ولسنا في حاجة إلى قيادة تكون كابوسا آخر في ظل الكابوس الكبير الذي يسعى شعب الجنوب إلى الخلاص منه والانفكاك من قبضته ، الجنوب اليوم بحاجة إلى "حامل سياسي" يتبنى القضية ويحملها ويتولى مسؤولية التفاوض بشأنها وبالتالي إخراج القضية من إطارها الثوري الذي أوشكت أن تتعفن فيه إلى إطار سياسي ناضج يمثّل الإرادة الجنوبية لدى العالم ويحاور بشأنها الطرف الآخر ويقف بها بقوة في وجه العدو ، والحامل السياسي يحتاج -بهذا المعنى- إلى شخصيات وطنية ثابتة على مبادئ الثورة الجنوبية وتحترم الإرادة الشعبية ، تحتاج إلى شخصيات سياسية وقانونية أكثر مما تحتاج إلى كفاءات إدارية أو عسكرية أو شخصيات تنفيذية .

 

المشاريع المطروحة لاتعدو كونها مجرد مزايدات سياسية  تحاول إرضاء دول التحالف على حساب جوهر القضية الأم في الجنوب ، أو مشاريع منتقاه بعناية وقصدية من أحزاب جنوبية لاتزال تدين بالولاء المطلق للوحدة اليمنية ولا تزال تحلم بترميم الوحدة ، وفي مقدمة هذه الأحزاب الحزب الاشتراكي اليمني صاحب فكرة الدولة الاتحادية ، في محاولات متكررة ودؤوبة لتمييع القضية وحرف مسار الحامل السياسي الذي تنشده القوى والفصائل العاملة على أرض الجنوب وتطمح إليه إرادة الشعب هنا .

 

في حقيقة الأمر أن هذا التخبط والتمييع الممنهج لمشروع الحامل السياسي يعني عجزا واضحا وصلت إليه النخب الجنوبية والمكونات والشخصيات التي كان يؤمل منها أن تحقق شيئا ملموسا في هذا الجانب ، ويعني فيما يعنيه أن هناك أيادي يمنية وقوى خفية لاتزال تعلب داخل الجنوب وتعبث بالقضية وبالإرادة الشعبية التي تعرضت خلال فترات سابقة للتزوير والتحريف من نفس الفاعل وبالأساليب اللعينة ذاتها وعينها .. وعليه أرى أن تتقرب النخب المؤمنة بالتحرير والاستقلال من حزب رابطة أبناء الجنوب وتسلّمه القضية باعتباره حزب سياسي يمثل الجنوب ، ليُعدّ بالتالي حاملاً سياسيا لقضية الجنوب ولمشروع الاستقلال ، لما لهذا الحزب من تأريخ سياسي وبُعد وطني في الجنوب ولم تتطلخ يداه برذيلة الوحدة ..

 

أعتقد أن إلتفاف كل القوى السياسية والثورية الحية في الجنوب حول حزب الرابطة وتكليفة بحمل القضية سيقطع دابر المتربصين والمنظرين "المتيمنين" وسيدفع بالقضية بقوة نحو الحسم والانتصار وسيعيد للقضية مكانتها السياسية وألقها الثوري .. !!