لحج وأبين وعاصمتيهما تمثلان كفتي ميزان شوكة أمن عدن , وهما كذلك عضديها ويديها التي تحميها وتسندها , ولذلك يجب تأمينهما وبسط سلطة النظام والقانون فيها , فهما في الواقع بوابتيها ومن خلالهما تؤمن عدن والعكس ما هو اليوم واضح وجلي .
ما حصل ويحصل من قتل وترويع للآمنين , ومن تدمير وتشليح لمرافق الدولة ومنشئاتها في محافظتي لحج وأبين , أمر مروع يستحق من كل ذي ضمير حي أن يقف في وجه أولئك المجرمين الذين ينفذون آخر حلقات تدمير الجنوب وتشليح ما تبقى .
إنهم أولئك الذين شلحوا أخلاقهم وباعوا ضمائرهم , عديمي الإنسانية منزوعي الوطنية حقراء بكل مقاييس الحقارة والوضاعة والانحلال .
فلا وازع من دين ولا من عرف ولا إنسانية ولا حياء ناهيك عن إدعاء الوطنية وهم يرتكبون بحق الوطن والحلم الجنوب القادم أفضع جرائم الضمير والأخلاق التي تنم عن مستقبل معتم يقودنا إلى الظلام إذا لم يجد من يردع أولئك الذين يسودون بأفعالهم الشنيعة ويشوهون إرثنا الجنوب الذي يمتاز به شعب الجنوب العربي من مكارم أخلاق وإيثار وحب وطني .
دماء آبائنا وأخوتنا وأبنائنا سالت على تراب الوطن مدرارا دفاعاً عنه وعن مقدراته وثرواته التي نهبت بعد الضياع , وتكالبت عليها الضباع اليمانية ربع قرن من الزمان .
واليوم الكلاب الضالة تعيث بدماء وأرواح أهلنا , وبما تبقى من مؤسساتنا فساداً وسواداً .
إنها كلاب جنوبية منها تلك الدموية المسعورون , التي تنفذ مخططات القتل الممنهج وفق أجندة أصحاب الشمال , وعلى رأسهم حزب الخراب , ومنها الضالة منزوعة صفة الأمانة التي تمتاز بها الكلاب , ( إنصافاً للكلاب ) فأولئك المفسدون في الأرض يستحقون حد الحرابة تعزيراً بصلبهم أو قطع أيديهم وأرجلهم من خلاف .
ففي الجانب الموازي للقتل هناك مخطط لتدمير كل شيء على أرض الجنوب , وبأيدي جنوبية حقيرة .
فمثلا :
( ملعب خليجي 20 ) في أبين تم تشليحه وحاشا على كلمة نجاح أن نقول بنجاح , بل بكل حقارة وانحطاط , حتى أعمدة الإنارة المركزية التي تضيء الملعب تم قلعها بعد تشليحه حتى من مغاسل اليدين ومن بلاط الحمامات ناهيك عن كل قطعة من باب أو عتبة , الكراسي , أعمدة النور التي كانت تحيط بالملعب و الطرقات المؤدية إليه الكابلات الأرضية وكل سلك ومفتاح كهرباء .
ومثلها مقرات الدوائر الحكومية والأمن , اقتلعوا منها الشجر والحجر والمدر , بعد أن اقتلع الشيطان كل صفة من صفات أدنى مكارم الأخلاق منهم .
واليوم وقبل الضياع الأخير :
على كل أبناء الجنوب , المقاومة الحقيقية وكل الصادقين والقادة الشرفاء , الوقوف بكل ما أوتينا من قوة , لاستئصال هذه الدمامل المتقيحة من جسمنا الجنوبي , وتضميد جراحنا بماء الكرامة الذي به استعدنا أرضنا من بين براثن الضباع التي أوعزت إليهم اليوم ما بقي من لؤمها لتدمير الجنوب .
فهل تتجهم لهذه المنكرات جباه من نحسبهم رموز وطنية , من قادة وأعيان وشيوخ وسلاطين !!! كانوا !!!
هل يستفزهم الدم الأصيل الجاري في عروقهم وبالتالي يدعوا دعوة تاريخيه لاستعادة مكارم أخلاق الجنوب على طريق استعادة الجنوب العربي قبل الضياع الأخير .
فإذا لم يتكاتف كل وطني يحلم باستعادة تاريخ الجنوب العربي , الذي نملئ باسمه متشدقين قولا ¸ونحن في الواقع لا نفعل نحن ورموزنا إلا كالتي تغطي عورتيها بيديها , مهرولة من بيتها الذي شب فيه الحريق .
أتمنى أن يدعي داعي الإرهاب كل القوى الجنوبية الحية ويستبقوا لذلك , رموز الجنوب ويغتنموا الفرصة إمام العالم , ويثبتوا جدارتهم وبالتالي يستعرضوا ويعرضوا للعالم حيوية وحرية ونقاء ومكارم أخلاق شعب الجنوب العربي الأصيل , وذلك بالوقوف صف واحد ورمح واحد نقذف به وجه الإرهاب , ونبتر كل أياديه , ونطمر كلاب الإرهاب والخراب وسط البؤر التي حفرها لهم أصحاب الشمال على أرض الجنوب .