توطئة :
المرحوم عبد الرحمن بن صالح الدحيمي كان مثقف يمتلك موسوعة من القصص والأمثال الشعبية والحكم ويجيد إسقاطها على حدث سياسي ما أو موقف مهم وبأسلوب نقدي فكاهي لاذع يغني عن ألف قول ومقال:
في لقاء موسع استدعي عنوة عند زيارة علي عبد الله صالح إلى عدن بعد حرب الاجتياح عام 1994م وفي خضم غرور النصر الذي تبختر به وفي أجواء تفيض بها مشاعر زهو قيادات المؤتمر جنوبية وشمالية قال له الرئيس هل لك أن يشرفك المؤتمر بعضويته يا عبدا لرحمن فابتسم وقال يا سيادة الرئيس اعذرني فقال وما عذرك , فكان رده الذي وصف فيه لفيف المؤتمر أجمل وصف تاريخي حيث قال:
المؤتمر الشعبي العام لم يهضم لي تكوينه ولم تتضح لي رؤيته ولا تنظيمه كحزب , ولكني مثلته مثل سفينة نوح تقودها أنت ومعك ثلة من الذين آمنوا بك وحمًلتها من كل زوجين أثنين , بها الأسد والأرنب والثعلب والذئب والكلب والحصان والحمار والقرد والفأر والثعبان والحية والعقرب .. والله يعينك على رفقتهم وعلى قيادتها في بحور اليمن المتلاطمة الأمواج.
واليوم بعد قرابة 40 عام ارتطمت سفينة نوح اليمن بجودي جبال مران وغرق قائدها و زبانيته من قيادات المؤتمر الشعبي العام اللفيف الملفلف وآل حطامها وما كانت تحمله من كل مال وحرام غنيمة للحوثي .
سقط هٌبل الزعيم الرئيس المخلوع الهالك وأحدث سقوطه المدوي زلزال لا زالت هزاته الارتدادية ترجف قلب صنعاء اليمن وقلوب قيادات المؤتمر الباقية مؤقتاً على قيد الحياة جاثمين في خدورهم تحرسهم الحياة المرقطة المنتظرة أوامر الانقضاض .
قتل عفاش اليمن وتكشفت حقيقة من كان يرافقه من تنابلة حريم السلطان وكيف أصبحن يوم فقدن بعلهن , فلأول مرة في التاريخ يترملون بعد رحيل الرجل رجال كانوا له ملك اليمين ومثل الإماء اعتكفوا بعد موته في خدورهم ينوحون نوحهم ويندبون حالهم بعد الفراق ويتمنى الكثير منهم لو مارد الزمان يستأصل كل سمه وكل أصبع عالقه تشير إلى الرجولة .
قتل زعيم الشرعية ولصوصها , وقبل مقتله شاء الله بين عشيةِ وضحاها أن يكشف حقيقة الشرعية وقيادتها بأنهم فعلا كما قال عنهم عجينته التي خبزها بيديه , ومنها كان ملوج الدنبوع وبا خمرة بن دغر وكدم علي بلسن ومقرمش المقدشي ورطب مسعدة ومدربش الاشتراكي وعطف توكل ومشلتت الناصري ومخضرية مشايخ اليمن .
قتل من حول الجمهورية إلى قبيلة , وبعد مقتله أنكشف وهم عنجهية القبيلة ورجالها وحث الحوثي على رؤوس شيوخها التراب , فهذه قبائل طوق الحدأة (صنعاء اليمن) طأطأت رؤوسها وحزمت الحوثي بعسيبها ورددت الصرخة قبل زامل الطاعة لسيدها.
أتصل صديق وقال بعد أن قتل الحوثي بعل المؤتمر وقطع العدة واستأصل رحم اللجنته الدائمة وشظى حوض اللجنة العامة , هل يمكن لقوات الشرعية التي يقودها علي محسن والجاثمة منذ 3 سنوات في مرابع مأرب أن تحرر صنعاء , خاصة وقد علمنا أنه كان تنسيق بينه وبين الهالك ؟ .
لحظتها ضحكت وتذكرت رد للعلامة محمد العمراني في برنامجه المشهور ( فتاوى ) على سؤال يقال أنه وجهه أحد السائلين على الهواء مباشرة حيث قال السائل :
يا فضيلة القاضي زوجتي قدر الله عليها بمرض خبيث فقرر الطبيب استئصال رحمها فهل يمكن أن تحمل بعد ذلك ؟
فرد العلامة العمراني متعجبا وقال كيف تحمل وما عاد معها رحم يا ولدي !!!
فعقب السائل وقال : وبقدرة الله يا شيخ ؟
فرد القاضي العمراني : ما بقدرة الله سبحانه وتعالى حتى أنت ممكن تحمل .!!
أحم أحم يا جبهة بلسن نهم ويا من يراهن عليها إذا لم تكشفون حقيقة خذلانها فلن تلج قوات الشرعية صنعاء اليمن حتى يلج الجمل في سم الخياط , وربما يكسب الرهان حزب مسعدة وتتزوج توكل كرمان سيدها الحوثي إلى كهف من كهوف مران وتردد معه الصرخة !! كما صرحت في مقالها الأخير على الواشنطن بوست عن خطتها ودعوتها للتفاوض مع الحوثيين , جفت الأقلام ورفعت الصحف .
بقلم / صلاح ألطفي
23 ربيع الأول 1439 للهجرة
14 ديسمبر 2017 م