تقديم للنديم:
هذا ما دفعني لاستجرار الماضي: (وعدن ظلمات بعضها فوق بعض إذا أخرج الانتقالي يده لا يكاد ان يراها في دهاليز مرافق الدولة التعزية العميقة في عدن)!
واليوم عدن نهارها نار وليلها ظلام دامس ومن زمان ورجال الجنوب:
وٱها بوي ما الليلة جمل يأكل جمل &&& والبكرة الصفراء همل && ترعى بلا جمال
بكر غبش
لكل داء دواء يستطب به إلا الحماقة اعيت من يداويها
هل صحيح القول انه من قبل (بكر غبش) ومتلازمة جنان السلطة وحماقة الغرور والإقصاء عنوان ملازم لكبوة كل من امتطى صهوة جواد الجنوب الجامح؟ منذ فجر النضال المسلح عندما أقصت الجبهة القومية جبهة التحرير وتنكر رفاق السلاح لبعضهم حد تخوينهم! ثم بعيد الاستقلال بأيام بدأ صراع الجبهة القومية البيني حتى أطاح الجناح اليساري (اليمني) بالرئيس قحطان الشعبي وسائس الثورة الشهيد فيصل عبد اللطيف الشعبي! ومن بعدهم والجنوب ضحية المنكوبين عقليا الذين تجتاحه نكباتهم إلى اليوم!
وما عرفنا سر سيرنا ومٱل مصيرنا وكيف يتحول فرساننا من رموز وقادة إلى مطايا طيعة للنازحين ورأس (حربة) لتمرير أكبر الحماقات التي ارتكبت وترتكب بحق الجنوب العربي وهويته وشعبه وماله وكوادره وثرواته كان أخطرها قسر الانتماء (لليمننة) حتى أصبح اليمن هاجس يقرع مسامعنا باكر كل يوم عبر اثير إذاعة عدن التي كانت تفتتح برامجها بآيات من الذكر الحكيم، ثم مباشرة تبدأ المذيعة المناوبة البرامج الصباحية الوحدوية:
أعزائي المستمعين (بعد ان) استمعنا وإياكم إلى تلاوة عطرة لآيات من الذكر الحكيم بصوت المقرئ الشيخ محمد صديق المنشاوي.
نستمع الآن لفنانا الكبير ايوب طارش عبسي بأغنيته الهادفة (بكر غبش):
بكر غبش بالطل والرشاشي ** بكر بكور قبل الطيور ماشي
حالي (وسطه لملم الحواشي) ** (اخضر من الله) لا مطر ولاشي
وللتوضيح يزيد الفضول**
يمشي بخفة للنهود رعاش** من خطوته فوق التراب أنقاش!
بالفعل المركب كانت تبث إذاعة عدن العريقة هذه الأغنية الفضيحة واغنية الدودحية بشكل متكرر والعُري الجنوبي يمرغه (حوشي)بين طحين الخلاف البيني!! مثلما يتمرغ عري المقاومة اليوم وسط مطاحن بيت هائل سعيد الذي تكفل بتسمينه ونغنغته مقابل سيطرته على ميناء عدن الرئيسي وعرارينا تحرسه منا لا من الجرذان!!!
أما لنا كانت تلقننا اذاعتنا القسم كل صباح:
(تحيا جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية يحيى اليمن الديمقراطي الموحد (قبل لم يلد او يولد بالكارثة) ثم: نقسم بالله العظيم ان نناضل من اجل الدفاع عن الثورة اليمنية وتنفيذ الخطة الخمسية وتحقيق الوحدة اليمنية وبناء اليمن الديمقراطي الموحد)
قسم كنا نردده في طوابيرنا الصباحية بجميع مدارسنا ومراحلنا الدراسية من الروضة وحتى الجامعة’ وأصبح اليمن أيام دراستنا يجري مجرى الدم بعروقنا بكل عفوية وتكرار حتى تجسد نجم الحلم اليماني في قلوبنا وعقولنا!!!
وحتى نسينا جنوبنا في خضم دوراتنا الدموية الجنونية الجنوبية الداخلية وشطحاتنا الخارجية القومية الأممية العابرة للقارات (التي نظر لها الرفيق فتاح) وكللها (البيض) بقفزة الوحدة النوعية إلى مذود باب اليمن بعد مخاض عسير وحاد قدمنا فيه خيرة أبنائنا قربانا على مذبح الحلم الوحدوي الذي صور لنا (أرض الجمرتين) أجمل من يوتوبيا المدينة الفاضلة حيث أرسي العدل فيها موازينه وافترشت السعادة جنتها وعمر الإيثار قلوب أبنائها بحبنا حد ان صوروهم لنا رفاق الرفاق أن يشاركونا كما شارك الأنصار المهاجرين.؟
فكان يزيد الحزب الاشتراكي (التضييق علينا) فيكبر حلم الوحدة ويتجسد حبنا لها ولإخواننا الذي كانت تجري انهار العصير اليماني من تحتهم وتحلق الحمام فوق رؤوسهم وهم يفطرون العسل والزبدة وما بقي يصنعونه لنا سندوتش البسكويت أبو ولد وصور لنا رفاق الرفاق صور الولد اليماني مطابقة (لصورة ولد البسكويت أبو ولد) يا ولد الجنوب المسكين, لا صور مئات الألوف من أطفال بؤساء تهامة (الذين يجوبون اليوم مدن الجنوب يترصدون هم وامهاتهم وخواتهم المغلوبات على امرهن) كل عابر ومن باب البيت إلى باب كل باب ثابت ومتحرك, وما قصر مجاهدينا يوم حرروا الساحل الغربي من أبنائه المهمشين رفدوا الجنوب بمليون ونصف مهمش!
(كل ذا حل بنا ومعلومات استخباراتنا كانت عن أرض (الجمرتين) مثل اعلامنا اليوم دخن ودجير وإلا كيف بقيادتنا اليوم وعيارين الحزب الاشتراكي الذي قادنا إلى باب اليمن هم وأبناء كبار المنكوبين يتصدرون قيادتنا إلى النكبة الكبرى إذا لم تتدارك قيادة مجلسنا الانتقالي الوضع قبل فوات الأوان عاجلا غير آجل)
ختاما:
والى متى فرساننا مخزنين قاتو وخيولنا الحائرة تستجر علف باب اليمن وهل أغنية (الدودحية) هي آخر ما ينقص شيلاتنا بعد أن فشلت كل الشيلات التي تحث قادتنا على توسيع صدورهم ورؤيتهم لاستنهاض الجنوب ولم شمله واستعادة دولته ونصائحنا على قول إخواننا الفلسطينيون لم تمرغ اذانيهم، والأخطر (وآبه) إذا لم يقرأ الرئيس الكتابة وجسدت له بطانة خاله حبابة انه في المهابة اقوى من رئيس الولايات المتحدة الذي يستميت في صراعه على الولاية الثانية حتى يحكم الحد الدستوري الأقصى 8 سنوات.
بينما رئيسنا المفوض منذ 8 سنوات لم يسأله أو ينازعه أحد وان شاء الله أنه متيقظ لحالة شعب الجنوب ومعاناته وجاهز للرد عندما يوجه له شعب الجنوب السؤال الكبير بحجم الوطن الجنوبي العظيم وبوزن تضحيات أبنائه الشهداء والجرحى وبقوة قواته المسلحة المتيقظة في رباطها, عن تقرير المصير وعن النقير والقطمير؟
بقلم/ صلاح الطفي
**(الفضول لقب الشاعر القدير المرحوم عبدالله عبد الوهاب نعمان)