هجران القرآن وقيد القياس وأثرهما في تخلف المسلمين.

2015-10-26 09:14

 

القرآن تم هجرانه وإن قُريئ لا يُقرأ بعين القاريئ وعقله ومعارفه وانما بعين التراث وعقله فأصبح المؤمن لا يُميز بين القرءآن والكتاب ولا بين الإسراف والتبذير ولا بين أسطاع وأستطاع ولا بين الرسول والنبي ولا بين المحكم والمتشابه وتفصيل الكتاب ولا الصراط المستقيم والحنيفية .

وهكذا تركنا فهم التنزيل الحكيم وفق سقفنا المعرفي وأدواتنا المعرفية فلم نستطع انتاج ثقافة معرفية تربط بين مشاكل  الواقع واستنباط حلول له كما فعل السابقون وعالجوا مشاكل واقعهم وفق رؤيتهم المعرفية وأدواتها الصالحة لذالك الزمان والمكان ونحن باتخاذنا القياس منهجاً للتفكير أخذنا اجتهادهم ذالك قياساً لنا فأسقطناه على زماننا فتوقف بنا الزمن في القرن الثاني الهجري ولم نقدر على النفاذ لواقعنا لمعرفة مشاكله وحلها وفق زمانها ومكانها وسقفها المعرفي وأدواتها المعرفية لِتَغُير السيرورة والصيرورة على مستوى الإنسان والمجتمع والمعارف فما صلح من فقه للقرن الثاني الهجري لا يصلح لنا اليوم كقياس، فالقرآن وليس الفقه هو الأساس الذي يجب الأخذ به كقياس لأنه من الله سبحانه وهو مطلق المعرفة عبر الزمان والمكان والفقهاء محدودي المعرفة بزمانهم ومكانهم، والقرآن فيه سيرورة وصيرورة الإنسان والكون والمجتمعات والعلاقات بينهما من بداية الخلق الى يوم الحق فهو كلام الله وكلماته، والفقه استنباط لهذه السيرورة والصيرورة في لحظة زمنية ومكانية مرتبطة بأُناس بعينهم ومجتمع بعينه، فالفقه رأي بشري قائم على فهم بشري لنص ديني وليس بدين ، لذا يقاس عليه في زمانه وليس في زمن غيره.

 

أما الدين المتمثل بكتاب الله ورسالة الرسول الخاتم عليه الصلاة والسلام فهما القياس الذي يجب الأخذ بهما في كل زمان ومكان لأنهما من عند الله وليسا من عند بشر.