كـمواطن جنوبي كنت من اكثر الاشخاص انتقادا للرئيس هادي و مشاريعه ضد الجنوب
لكن لو نظرنا بعين العقل وبعيداً عن العاطفة السياسية ، فأن الحديث عن إعلان دولة الجنوب في الوقت الحالي ، سواء من الرئيس هادي ورفاقه او قيادات الحراك الجنوبي ، والذي يطالب به البعض ، لن ولن يكون في صالح الجنوب لجملة من الأسباب لعل أبرزها ، ما يدور حديثنا حوله ، عدم جاهزيتنا جنوبياً لإدارة بلد ودوله في الوقت الحالي ، فـلو قيل لنا : "خذو الجنوب الآن وانفصلوا " ، لما استطعنا إدارة البلد وشؤون الجنوب لضعف وقلة حيلة وغباء المسيطرون والمستحوذون على المشهد الجنوبي ..
فخلال الفترة المنصرمة من عمر الحراك الجنوبي لم نرتقي الى تجهيز وإعداد أنفسنا لتحرير واستقلال الجنوب وإدارة الدولة ، ولا حتى إدارة المدن والمناطق والمحافظات ، الكل في تخبط وتوهان بعيداً عن إحراز أو تحقيق أي نجاح على الأرض والواقع الملموس ..
وبعد ان كادت تتبخر الآمال بعدم تحقيق اي إنجاز جنوبي ، كانت تطورات الأحداث في العاصمة اليمنية صنعاء مليئة بالمفاجآت سيطرة الحوثيون على صنعاء وما كانت تسمى دوله هناك واستقالة الرئيس هادي ، ثم عودته رئيساً الى عـدن ..
إن عودة الرئيس هادي الى عدن ستعيد الجنوب الى المشهد الإقليمي والدولي وسيسيطر على المشهد اليمني ..
اقولها بعد ما كنت من اكثر الاشخاص انتقاداً له لكن الحقيقه تقال ، ان عودة هادي ستخلق كيان ووجود جنوبي وستعيد الهيبة والسطوة الجنوبية ويصبح الشمال تابع للجنوب بعد ان كانت الجنوب مجرد تابع لقبيلة صنعاء .. وكذلك ازدياد حدة الصراع بين قوة عدن الشرعية وقوة صنعاء المتمردة سيكون لصالح الجنوب ..
إن الدور التاريخي يقع على كاهل الجميع لاستعادة الجنوب أرضاً وإنساناً ، والشروع فوراً في بناء جنوب جديد دوله ووطن يتسع لكل أبنائه ..
مخطى من يظن أن لا خير للجنوب وثورة الجنوب بعودة الرئيس هادي الى عدن ، فوجود هادي ورفاقه في عدن سيكون اللبنة الأولى لاستعادة الجنوب من براثن قبيلة صنعاء التي سعت الى إبادة وطمس وتهميش وإقصاء الجنوب ، وتجهيز اعلان دولة الجنوب مستقبلاً ..
فأن لم نكن مع هااادي ورفاقه فلا يجدر بنا أن نكون ضدهم وليس من صالحنا ذلك ..
كل هذا ومعركتنا الكبرى ضد الإحتلال القديم والجديد -صالح والحوثي- أيضاً ... تجبرنا على التحالف جنوبياً ... هادي والحراك وكل شعب الجنوب في خندق واحد للدفاع عن الجنوب ..