كـفـاكـم مـهـزلة بـشعب الجنوب ...!!

2015-02-03 05:07

 

بالرغم من الشوط المتميز الذي قطعه رواد الحراك الجنوبي في الظروف الشاقة التي تحيط بهم حيث استطاعوا ان يعيدوا الاعتبار للقضية الجنوبية وفي إظهارها كقضية عادلة ، إلا إن الحراك لم يستطع أن يوجد إطاراً سياسياً منظماً ،  قائماً على عمل مؤسسي موحد ، وفقا لرؤية سياسية وقيادة سياسية موحدة ، معبرة وفاعلة ..

 

قبل ايام خرج علينا مجلس الحراك الثوري ببلاغ صحفي معلنا عن استكمال وانجاز هيئاته القيادية ‏المختلفة داعيا إلى عقد اجتماع القيادة العامة في يناير الماضي , لنتفاجأ بعد ذلك ببيان صادر عن رئيس ذات ‏المجلس “ الجديد القديم” ينسف كل ما جاء به البلاغ السابق, وليرد عليه ببيان آخر لتبدأ معها حرب بيانات لا ‏تخدم قضيننا , لسنا هنا بصدد تفنيد محتوى تلك ‏البيانات وتصادمهما ولكنا نقف على الفعل ذاته وما رافق اجتماعات العاصمة “عدن” من لقاءات هامشية ‏و نزولات للمحافظات لتمرير خطة للإيغال في شق الصف الجنوبي تحت يافطة الحفاظ على وحدة الصف أي ‏‏”كلمة حق يُراد بها باطل” والحقيقة اننا نرى بها من الغرابة ما يدعونا للتوجس من عقدها أساسا وفي هذا الظرف ‏تحديدا والمخاض الذي تمر به ثورتنا وتموج به الساحات.‏

 

لقد أخذنا مواقف البعض من القادة وتصريحاتهم كما هي دون ان نغلفها بتكهنات تجرنا إلى المساوئ وبذات ‏الوقت أخذنا نرّقب كل ما يصدر عنهم بعين الريبة منذ فترة, أي قبل ان يتبنوا إعادة إحياء ما سمي “بالجبهة ‏الوطنية” بفترة طويلة, وأصبحنا لا نستسيغ حماستهم المفرطة نظير تسويق مشاريع غلفوها بمبدأ التحرير ‏والاستقلال دون الإفصاح عن ماهية الوصول إلى ذلك, فربما يكون عبر الفيدرالية أو القفز بنا للوراء وشطب ‏مرحلة تاريخية مر بها الجنوب لتكون النتيجة إما العودة بنا إلى باب اليمن أو إلى ما قبل “1967م” أو قد يكون ‏الأمر أدهى وأمرّ من ذلك وبآلية لم تخطر لنا على بال, فكل شيء أصبح جائز ومباح في نظرهم.‏

 

لقد تجنبنا في الفترات الماضية أن نطرق هذا الباب واكتفينا بالتلميح والمطالبة للعمل بشفافية في نطاق قيادات ‏المحافظات على اقل تقدير لا ان يقتصر الأمر على الرئيس ونائبه وتظل البقية أذيال وتبع لهم وبلغت مطالبتنا حد  ‏الاستجداء على أمل أن يفيقوا من تلقاء أنفسهم ولكي لا يتم أيضا توظيف مطالبتنا بتصحيح الوضع من قبلهم أو ‏من قبل البعض الآخر لتشويهنا وتصويرنا بأننا من دعاة شق الصف, ولكن طفح الكيل و بلغ السيل الزبى وبما ‏انه طال أمد الاستخفاف بنا, وصمتنا عن ما يجري اليوم قد ندفع ثمنه غدا, أصبح لزاما علينا أن نقرع أجراس ‏الخطر بمحاذاة آذانهم مباشرة لعل وعسى أن يفيقوا مما هم فيه ويعودوا إلى صوابهم احتراما لتضحيات هذا ‏الشعب الصابر على بلاويهم و قبل أن يخسروا البقية الباقية من مكانتهم, والتي انحسرت وتقلصت بشكل كبير.‏