بعد أن كان قد أطمئن المتنفذين في الشمال بأن الجنوب قد أصبح ملك لهم وبأن الجنوبيين لن تقوم لهم قائمة بعد حرب صيف 1994م ظل هذا الجنون يرافقهم إلى بعد 2007م حتى بعد إن نهض المارد الجنوبي من تحت انقاض الاحتلال لينادي باستعاده حقوقه كاملة غير منقوصة، واستمر التعنّت والتكبّر من الطرف الآخر وعدم الإعتراف حتى بأن هناك مظالم حدثت في الجنوب، وبعد كل ما جرى خلال تلك السنوات وبعد 2011م وسقوط صالح من الحكم، وبدأ الحوار اليمني حاول هؤلاء الإلتفاف على مطالب الجنوبيين حتى على من صدقوهم وذهبوا معهم للحوار، ولا نريد الحديث أكثر عن ذلك فالجميع تابع ما جرى داخل أروقة الحوار اليمني من إلتفاف على أبسط المطالب، حتى وصلوا إلى دفع مجموعة من الجنوبيين والبعض منهم شماليين المنتميين إلى أحزابهم اليمنية للإعلان عن أقاليم جنوبية خارج عن إرادة الشعب الجنوبي وخارج حتى عن إطار الحوار نفسه وقالوا نعتبر ذلك من مخرجات الحوار نكاية بتعليق الجنوبيين المحسوبين على الحراك بهذا الحوار عندما اكتشفوا المؤامرة التي تحاك ضدهم وضد شعب الجنوب، وكثير من الألاعيب التي يمارسها نظام صنعاء ويعرفها الجميع.
ولكن اليوم وبعد إن تبيّن لهؤلاء إن كل ما يفعلونه من مؤامرات ودسائس واستخدام للقوة لم ولن تجدي نفعاً وإن الجنوبيين قد حسموا أمرهم باستعادة دولتهم وإن المؤشرات قد اتضحت لهم جليّاً بإن دولة الجنوب قادمة لا محالة، بدأنا نسمع عن ظهور حراك شمالي وقد قيل أنه سينطلق رسميا في 26 من هذا الشهر بمناسبة ذكرى الانقلاب على الحكم الأمامي في الشمال، ومن أسس ذلك الحراك ويروج له هم مجموعة من بقايا النظام السابق، والمقصود من هذا الحراك أمّا إن يقبل الجنوبيين بالوضع الحالي أو سيحاولون- حراك الشمال- التحاور مع أطراف أخرى في الجنوب لإحداث بلبلة في صفوف الحراك الجنوبي، وأمّا إن يكون الإنفصال الآن وهو المطلب الرئيسي من هذا الحراك بعد معرفتهم وإدراكهم إن دولة الجنوب قادمة، ولحقدهم على الجنوب فهدفهم الوحيد أمّا إن يبقى الجنوب تحت سيطرتهم ويتصرفون به كيفما يشاءون تصرف المحتلين أو يكون هناك إنفصال الآن، ويرون بإن الإنفصال الآن سيدخل الجنوب في دوامة من الصراع وستكون هناك حرب أهلية ستقضي على الجنوب وإلى الأبد، على اعتبار إن الجنوب لازالت مؤسساته الحكومية والمدنية مدمرة وقياداته مشتته.
ونطمئنهم بقولنا فليكن الانفصال الآن أتركونا وشأننا وسيصبح الجنوب نموذجاً يحتذى به في جميع الدول العربية والعالمية.
وما يسمى بالمعتدلين من القيادات الشمالية يريدون تقسيم الجنوب عبر مؤتمر الحوار إلى عدة دويلات ويعتبرون ذلك بدون خجل هو حل للقضية الجنوبية، الدولة التي دخلت معهم بوحدة طوعية وشنوا عليها الحرب ودمروها ودمروا شعبها، وخرج من تبقى من هذا الشعب يطالب بإستعادة دولته وإعادة حقوقه يرى الطرف الشمالي إن حل القضية الجنوبية سيكون بتقسيم الجنوب إلى دويلات!!!، وهذا سيصطدم بإرادة فولاذية من شعب الجنوب الذي لن يقبل بتقسيم أرضه حتى وإن كان ذلك التقسيم مدعوم من جميع دول العالم فمصيره الفشل.
على الشعب في الشمال قبل شعب الجنوب إن يعلم إن قيادته منذ الاستقلال عام 1967م وهي تتآمر ليس على ضم وإلحاق الجنوب فقط، ولكن على تدمير الجنوب والإنسان الجنوبي، والدليل أنه في عام 1994م وبعد إن انتصر الشمال في الحرب وتم طرد قيادات الجنوب وسيطر الشمال على الجنوب سيطرة كاملة لم يكفيهم ذلك فكان عام 1994م بداية تدمير الجنوب واستمر هذا التدمير الممنهج حتى اليوم وسيستمر إلى يوم القيامة إذا بقي الجنوب تحت قبضتهم.
ولكن على هؤلاء إن يعلموا أن الجنوب سيعود دولة مستقلة ذات سيادة على كامل ترابه الوطني كما يريدها قادة وشعب الجنوب، وهم يعرفون كيف يريدون قيادات الجنوب استعادة دولتهم وبأي طريقة، فعودة الجنوب ستتم كما خطط لها القادة العظام الذي سيذكرهم الناس والتاريخ إلى يوم يبعثون، ولكن هذا سيتم بإرادة الله سبحانه وتعالى الذي لا يرضى بالظلم.
نقول لكم احتركوا كيفما شئتم، الجنوب سيعود رويداً رويدا كما تريد له قيادته المحنكة وسيتحقق ما تريد كل القيادات وكل الشعب في الجنوب.
وفي الختام نحيي شعب الجنوب البطل ونحيي قياداته الذين استطاعوا وهم مختلفين إن يحققوا الكثير، وسوف يصلون إلى الهدف المنشود وبأقل الأضرار إن شاء الله رغم إن التضحيات التي قُدّمت حتى الآن لم تكن قليلة ولكن كل الجنوبيين يعلمون إن إستعادة الوطن تحتاج إلى تضحيات جسام.
وفق الله شعب الجنوب وشعب الشمال إلى ما فيه الخير،،
04 سبتمبر 2013م.