النبي لم يعبس في وجه الأعمى وليس من خلقه العظيم

2024-09-02 14:39

 

 

هل عبس النبى وتولى؟؟

 

يرى جمهور المفسرين ــ  بناءا على احاديث اسباب النزول ــ ان الذى عبس وتولى هو نبينا الكريم، وليس تفسيرهم بوحى بقدر ماهو اجتهاد ومن حقنا نحن ان نجتهد ايضا ولذا فالذى اراه راجحا ان ليس العتاب في الايات متوجها الى النبى وانما الى احد جلسائه للاسباب الاتية:

 

=ان العتاب في الايات لم يتوجه الى النبى اذ لو كان متوجها اليه لقال له الله {لم عبست وتوليت}  كما في قوله في سورة التوبة { عَفَا اللَّهُ عَنكَ لِمَ أَذِنتَ لَهُمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَتَعْلَمَ الْكَاذِبِينَ (43) } 

 

=ان الصفات التى ذكرت في الايات لاتليق بمقام النبوة الذى وصفه ربه بقوله { وانك لعلى خلق عطيم} تلك الصفات المتمثلة في العبوس والتولى والجهل بمراد الاعمى وعدم التكليف بتزكيته ، ثم ان المتتبع  لسور القرءان يجد انها اذا بدأت بذكر المؤمنين تختم بذكرهم واذا بدأت بذكر الكافرين تختم بذكرهم ايضا والسورة مختومة بذكر الكافرين{ اولئك هم الكفرة الفجرة}

 

تصور رسول الله جالس بين كبراء القوم يعظهم ويذكرهم واذا باحد الحاضرين يعبس ويتولى اى يقطب وجهه ويعرض عن مجلس النبى ، لا لشىء الا لان رجلا اعمى جاء الى النبى ليتعلم منه{ ومايدريك ـ يامن عبست وتوليت ــ لعله يزكى او يذكر فتنفعه الذكرى، {اما من استغنى} عن التذكرة{ فانت له تصدى} تقبل بوجهك{وما عليك الا يزكى} فليست تلك مهمتك بل مهمة النبى الذى كلفه الله بتزكية الاميين{ واما من جاءك يسعى وهو يخشى} } جاءك اى جاء الى مجلسك الذى به النبى{ فأنت عنه تلهى } تتشاغل وتعرض

في التعليق الاولة عدة ادلة على ماذكرناه لمن اراد الاستزادة

 

=الاول قوله عبس وتولى قول غير منصرف للنبى اذ لو اراد به النبى لقال عبست وتوليت كما في قوله{ لم اذنت لهم} وقوله{ لعلك} وقوله{ ماودعك} فالخطاب في كل ذلك منصرف اليه

 

الثانى: العبوس والتولى ليس من صفة النبى بل هى صفات اليق ماتكون بالكافرين قال تعالى { ثم عبس وبسر} اما التولى فاغلب موارده ان ياتى من الكافرين كقوله{﴿إِلَّا مَن ‌تَوَلَّىٰ ‌وَكَفَرَ ٢٣﴾ [الغاشية: 23] وكقوله{ فتولى فرعون}

= الثالث: التلهى ليس من صفة النبى ﴿ٱلَّذِينَ ٱتَّخَذُواْ ‌دِينَهُمۡ ‌لَهۡوٗا وَلَعِبٗا وَغَرَّتۡهُمُ ٱلۡحَيَوٰةُ ٱلدُّنۡيَاۚ فَٱلۡيَوۡمَ نَنسَىٰهُمۡ كَمَا نَسُواْ لِقَآءَ يَوۡمِهِمۡ هَٰذَا وَمَا كَانُواْ بِـَٔايَٰتِنَا يَجۡحَدُونَ ٥١ ﴾ [الأعراف: 51]

= وما عليك الا يزكى} لكن مهمة النبى ان يزكى من ارسل اليهم{﴿هُوَ ٱلَّذِي بَعَثَ فِي ٱلۡأُمِّيِّـۧنَ رَسُولٗا مِّنۡهُمۡ يَتۡلُواْ عَلَيۡهِمۡ ءَايَٰتِهِۦ ‌وَيُزَكِّيهِمۡ وَيُعَلِّمُهُمُ ٱلۡكِتَٰبَ وَٱلۡحِكۡمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبۡلُ لَفِي ضَلَٰلٖ مُّبِينٖ ٢ ﴾ [الجمعة: 2]

شرح مبسط للايات

 

= ليس العبوس في وجوه الضعفاء بغريب على كبراء قريش فقبل ذلك طلبوا من النبى ان يطردهم حتى يستمعوا اليه فانزل الله {﴿‌وَلَا ‌تَطۡرُدِ ٱلَّذِينَ يَدۡعُونَ رَبَّهُم بِٱلۡغَدَوٰةِ وَٱلۡعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجۡهَهُۥۖ مَا عَلَيۡكَ مِنۡ حِسَابِهِم مِّن شَيۡءٖ وَمَا مِنۡ حِسَابِكَ عَلَيۡهِم مِّن شَيۡءٖ فَتَطۡرُدَهُمۡ فَتَكُونَ مِنَ ٱلظَّٰلِمِينَ ٥٢ ﴾ [الأنعام: 52]ثم كيف يعبس في وجوههم وقد انزل الله عليه{﴿وَٱصۡبِرۡ نَفۡسَكَ مَعَ ٱلَّذِينَ يَدۡعُونَ رَبَّهُم بِٱلۡغَدَوٰةِ وَٱلۡعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجۡهَهُۥۖ وَلَا تَعۡدُ عَيۡنَاكَ عَنۡهُمۡ تُرِيدُ زِينَةَ ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَاۖ وَلَا تُطِعۡ مَنۡ ‌أَغۡفَلۡنَا قَلۡبَهُۥ عَن ذِكۡرِنَا وَٱتَّبَعَ هَوَىٰهُ وَكَانَ أَمۡرُهُۥ فُرُطٗا ٢٨ ﴾ [الكهف: 28]