كيف السبيل الى توحيد الصف؟

2024-08-29 13:36

 

 عندما تتفكك المجتمعات بكثرة احزابها وتياراتها ومكوناتها يصعب توحيدها واعادتها الى سابق عهدها خاصة بعد إن مرت بنظام دكتاتورية الحاكم او الحزب الحاكم، لأنها دائما تحاول الإبتعاد عن القفص السابق وعدم العودة له مهما كان.

في مجتمعنا نعيش حالة من التفكك والتشرذم بسبب تلك النمطية التي عشناها وكثرة التيارات السياسية المتجاذبة وتدخل الأطراف الخارجية في والواقع السياسي الحالي.

من المعروف ان كل الاحزاب مختلفة في سياساتها وتفكير قيادتها للبلاد وكل حزب يرى في نفسه انه القادر على ذلك دون الاحزاب الأخرى وهكذا هو الفكر الحزبي في كل دول العالم.

نحن تقريباً الحالة الوحيدة المختلفة عن احزاب ومكونات الدنيا لأسباب تعرفونها وأهمها تقديس القادة ووضعهم في مكان لايستحقونه ابدا! وهذا ليس انتقاص من زيد او عمرو لكنها حالة عامة في الطيف السياسي في الجنوب.

" ما اريكم إلا ما أرى " هكذا ورثنا الثقافة الحزبية عن النظام الحاكم السابق في الجنوب! وهكذا جاء ورثته "قالوا حسبنا ما وجدنا عليه آباءنا" دون تغيير او تبديل متجاهلين ان وضعنا الحالي غير السابق وانه من الصعب تطويع كل المكونان والاحزاب لصالح حزب واحد.

توحيد الصف بحاجة الى تضحية وتنازل وقبول الآخر كيفما كان وليس كما يريده الخصم.

توحيد الصف بحاجة الى قرار داخلي دون إملاءات خارجية لأن الخارج يريد مصلحته ولو على حساب الحزب التابع له.

توحيد الصف بحاجة الى بروستريكا داخلية وتغيير القادة ذوي العقول المغلقة التي ترى انها هي القادرة على قيادة البلاد.

هذه الأفكار والسيطرة الخارجية على الأحزاب اوصلت البلاد الى الحضيض وهؤلاء القادة لا يحسون بمعاناة الناس لأن اعتمادهم على داعميهم اعمى ابصارهم عن تلك المعاناة.

توحيد الصف بحاجة الى ارادة جماعية من اجل المصلحة العلياء للبلاد، اذا وجدت تلك الإرادة يكون من السهل توحيد الصف.

لا نطلب الاتفاق بين الفرقاء الحزبيين بل نتمنى التوافق على الثوابت الوطنية واهمها الحفاظ على الوطن والمواطن.

في محافظة شبوة هناك خلاف واختلاف بين جميع الأحزاب والمكونات وضاعت المحافظة في غياهب خلافهم، فلا سلطة افلحت ولا حزب او مكون نجح في اصلاح حال شبوة. 

توحيد الصف اصبح شعار المنافقين دون تطبيق. 

لا تحية ولا سلام لمن لايريد توحيد الصف. 

 

عبدالله سعيد القروة 

٢٩ اغسطس ٢٠٢٤م