الحقد التاريخي لليمن الشقيق على الجنوب العربي… لا يريدون مشروعا سياسيا وهوية وطنية جنوبية خالصة
%90 من الأشقاء اليمنيين، والذين هم عبارة عن مجتمع معقد وخليط من العقليات القبلية والدينية المتطرفة، لايريدون للجنوب العربي أن يكون قويا ومتماسكا ويدير نفسه ويقدم نموذج رائعا، لذا يسارعون في ضرب أي شخصية جنوبية تظهر تحمل قضية ومشروع وتعيد ترميم وترتيب الشؤون الداخلية الجنوبية وتضعها في المقدمة كقضية جوهرية تسويتها يعني مدخل لتسوية القضية اليمنية والجنوبية ككل.
ثم أننا لا يمكن ان ننسى رسالة الشيخ الأحمر لعلي صالح قبيل الوحدة حين قال "نخشى أن تكون آخر رئيس زيدي لليمن" خشية من أن يؤمن الناس بالمشروع المدني ويصدرون بشكل مستمر شخصيات مدنية لقيادة الدولة.
هذا الحقد الطاغي ضد قيادات المجلس الانتقالي الجنوبي ليس ضد الشخصيات نفسها وأنما ضد المشروع والفكرة ذاتها وهي وجود جنوب قوي ومتماسك يحضر كند في اطار الوحدة أو دولة اتحادية من اقليمين، حتى وأن تغيرت قيادة المجلس الانتقالي الحالية سيظل الحقد ذاته قائما والتشويه والتخوين مستمر من قبل اليمنيين التابعيين للجماعات الدينية والقبلية التي هدمت المشروع المدني على رؤس الجميع منذ 1994م.
كمان أن هذا التشويه والتخوين والاغتيال المعنوي والجسدي ليس وليد اللحظة، قد حدث لقيادات الحزب الإشتراكي اليمني وتم تكفيرهم وسفك دماءهم على شوارع صنعاء ومورست ضدهم حرب معنوية تكفيرية قمعية ظالمة وها هي تعود بشكل آخر ضد قيادات المجلس الانتقالي أو أي شخصية جنوبية وطنية خالصة تظهر من قلب الناس وليس من رحم الهضبة الزيدية ممثلة بمراكز نفوذها.
أنهم يخشون جنوب قوي أو شخصيات جنوبية قوية أو قوات مسلحة جنوبية متماسكة تفرض نفسها كقوة جوهرية وأساسية على طاولة الحوار حول مستقبل اليمن والجنوب، ومكانة قضية شعب الجنوب العربي في شكل الحل النهائي .
يريدون جنوب ضعيف ومتهالك ومطحون في بعضه كي يبقى بيئة لإستثمارات أولاد الأحمر وقوى النفوذ الدينية والقبلية الهضبوية الزيدية الاثني عشر حاليا ، وليس هذا فحسب بل يريدون ان يتصدوا بإسم الجنوب وان يحاورا الحوثي بإسم الجنوب ويتقاسموا مع الحوثي اليمن والجنوب العربي .
هذه النقاط الجوهرية لم تعد تخفى على أحد ولايمكن ان يتغافلها سوى السذج الذين لم يتعلموا شيء من المنعطفات والصراعات التي مرت بها اليمن والجنوب العربي طيلة العقود السابقة.
*- شبوة برس - غزوان طربوش