مع توالي الأزمات والتحديات التي تمر على الجنوب تظل قضية النازحين وإغراق العاصمة عدن بأعداد كبيرة منهم، أحد أخطر التحديات.
كثيرون هم أولئك الذين فروا من مناطق البطش الحوثي والإجرام والتخاذل الإخواني، ووجدوا في الجنوب موقعا آمنا لهم، لكنّ وجود النازحين لا يزال يُشكل مصدر ضغط كبيرا على الجنوب.
وجود النازحين يمثل أزمات معيشية من حيث الضغط على الجنوب، بجانب التحدي الأمني المتمثل في الزج بعناصر إجرامية وإرهابية تتسلل إلى الجنوب بزعم أنها عناصر نازحة لكنها في واقع الحال مكلفة بتنفيذ عمليات إرهابية ضد الجنوب.
نزعة التعصب المعادية للجنوب هي أيضا أحد صنوف التحديات التي يُراد من خلالها إثارة حالة من الفوضى في أعماق الوطن، لا سيما أن مثل هذه الوقائع توظفها القوى المعادية في إطار العمل على محاولة النيل من الجنوب سياسيا واستهداف الحاضنة الشعبية التي يملكها المجلس الانتقالي.
قوى الإرهاب اليمنية المعادية تعمل على تغذية هذه النزعة، وتوظف النازحين في مسارها، لتحاول إظهار أنه لا يوجد إجماع جنوبي على قضية الشعب المتمثلة في استعادة الدولة.
ويجمع هذا الاستهداف المشبوه، بين عدة صنوف سواء أمنيا عبر محاولة صناعة فوضى أمنية بالجنوب، أو سياسيا عبر محاولة النيل من حاضنة المجلس الانتقالي ومن ثم مشروعية قضية استعادة الدولة.
معالجة أزمة النزوح المتفاقمة في قطاع غزة، باتت تتطلب حزما وحسما في أسرع وقت، كونها تمثل تهديدا وجوديا للجنوب، وهو ما لن يتم السماح به بأي حال من الأحوال.
*- شبوة بر - المشهد العربي