غزة ارض البطولات

2023-11-09 22:26

 

وعن غزة هناك من يقول ان عملية ٧ إكتوبر تمت دون علم قيادات حماس حيث عرف ان قياداتها قد تسرب انباء العملية لعلم المخططين ان هناك من يوشي بهم من القيادات . ولسنا بصدد الوشايات فقد سجلت غزة نصرا مدويا لكل الامة العربية والاسلامية بل وكل عشاق الحرية والعدالة في العالم .

 

اليوم حديث العالم قاطبة هو عن المعارك التي تدور في قطاع غزة ، ورغم انتقال اغلبية سكان غزة الى الجنوب دون مأوى او طعام  او دواء في موجهة موسم الشتاء الا ان البواسل من شباب حماس في خضم المعركة  .

 

هناك من توقع ان تنتهي معارك غزة بعيد ايام ، وهناك من توقع استمرارها لاشهر والحقيقة فان حماس سجلت نصراً مدوياً

اعادنا الى زمن البطولات والفتوحات  ولقد ونقلت حماس بهذه البطولة ، نقلت القضية الفلسطينية من الظلام الى النور . ومن الصبر المذل الى التفكة  البكر . وعن التضحيات التي قدمتها غزة فهي تذكرنا فهي غير معهودة فسقط الكثيرون من الشهداء ولكن الشرف العربي حفظ من الهوان ، والموت يشكل شرفا عظيما لدحر الظلم وكسر شوكة المتغطرس  والموت آت لا ريب فيه وكما قال المتنبي

و اذا لم يكن من الموت بد

فمن العار ان تموتَ   جبانا

 

وعن توقعات القادم من التطورات  فهناك  ما يقال ان السلطة الفلسطينية في رام الله سوف تدعى لادارة شؤون  قطاع غزة ، وربما تسمح الظروف او المفاوضات في مغادرة قادة حماس وفيلقها الفدائي الى مصر او الاردن  .

 

على ان حكومة فلسطين او السلطة  في رام الله قد اعلنت انها لن تنتقل لادارة شؤون قطاع غزة على دبابة اسرائيلية !وهذا فعلا يضع السلطة في حرج عظيم . كما ان هناك من ذكر ان قطاع غزة سوف يدار من قبل مصر والاردن بمشاركة السلطة الفلسطينية وبعض قوات حفظ السلام الاممية  .

 

وهناك من يقول فبرغم وحشية المعارك وضراوتها وعظم التضحيات لابناء غزة واستشهاد ما يزيد عن عشرة الاف وجرح  ٢٠ الف مواطن ودمار ٥٠ الف منزل

فان المعركة اذلت اسرائيل وارسلت الرعب الى اوصالها  ! والحقيقة ان اسرائيل مارست الانتقام بكل صور الفاجعة وان من استشهد من مقاتلي حماس بكل الجبهات والداخل لا يزيد عن ٢٠٠  بينما اغلبية الشهداء ال ١٠ الاف هم من الاطفال والنساء والمواطنين العزل ، وهذه معارك وحشية قصدت منها اسرائيل ان تقتل الابرياء في ديارهم وليس في ساحات الحرب  .

 

على ان ما احدثته حرب غزة ليس من السهل طية بدخول قوات اسرائيلية القطاع فروح القتال والمواجهة لا زالت تتفاعل وتتحفز في قلوب ابناء غزة ، وان اولئك الصغار الذين اصابتهم قنابل اسرائيل  وادمت اجسادهم الغضة هم المدد القادم والغضب الصادع . على ان الحلول سهلة وواضحة ولا تحتاج الى دراسة  وتمحيص او مناقشات ، فاسرائيل تسببت في اقلاق منطقة الشرق الاوسط باكمله وهي سبب البلاء في الوطن العربي وسبب التطرف والتخلف والشحناء

فكل حرائق الوطن العربي والاسلامي تسببته نيران اسرائيل وشرارها المتطاير وعليها ان تقبل باقامة الدولة الفلسطينية على ما تبقى من الارض الفلسطينية  .

لكنني وكما يقولون لكل طريق نهاية فالطريق الشاق والمضني تبدو اليوم نهايته وشيكة ، فليس بمقدور اسرائيل ان تحلم بالتوسع وقد قصفت مدنها بما فيها مدينة تل ابيب وشرد سكان مستوطناتها وبدات عودة المهاجرين من المستوطنات الى ديارهم الاولى في اوروبا  .

 

اذن هناك فرصة سلام ولكن السلام يجب ان لا يبقى رهن الوعود ، وعلى العرب وقد منحتهم غزة شرف البسالة والشجاعة والقوة  ان يشدوا بعضهم بعضا كالبنيان المرصوص في خوض محادثات  وجها لوجه ولا تتوقف ، وليس عبر الهاتف والرسائل بل من مسافة - صفر - للوصول الى تسوية مشرفة واعلان دولة فلسطين الحرة  .