رحل بشار الاسد إلى ملاذه في روسيا وربما بعد حين سيختار بلاد اخرى ولا بواكي عليه -فبشار الجزار- اتسم حكمة بالطغيان والتوحش،وهناك قصص تشيب لها الأجنة عن معتقل-صيدنايا-الذي كان يشنق فيه خمسين معارضا ليليا. ووجدت اقبية تحت الارض ولا زالت منيعة ومغلقة بسبب عدم معرفة الأرقام السرية للبوابات الحديدية، ومن بين المعتقلين نساء ،وقضى اكثر من ٣٠ الف سجين بين عامي ٢٠١١ و ٢٠١٨ . في هذا السجن الذي يطلقون عليه-المسلخ -
هناك من قال ان الرئيس بشار تنحى عن السلطة، والحقيقة فان بشار تلفت حوله فلم يجد معه روسيا ولا ايران بل ان حزب الله في لبنان شعر بفداحة التضحيات التي قدمها لبشار بينما اكتفى في حرب لبنان بالمشاهدة المخزية والطاحونة الاسرائيلية تسحق لبنان . وعن شخصية بشار فهو كما عبر -الشرع- فقد سلم سوريا لايران التي ضمته تحت جناحيها وحمته في أقسى الظروف وأحلكها، لكن ايران تغيرت او خدعت به، على انه لا ثبات في السياسة،كما أن روسيا بدورها يأست من بشار الذي كان يعاني من سوء ادارة وفساد وبطش في التعامل مع المعارضة .
وعن شخصية بشار فوالده حافظ الاسد اختاره واوصى قبل رحيله بان يكون وريثه وذلك بعد وفاة شقيقة - باسل - بحادث سيارة، وتبين بعد رحيل حافظ الاسد ان الدستور لا يسمح بتولي - بشار- هذا المنصب بسبب العمر، فما كان من فقهاء القانون إلا ان عدلوا الدستور فأرتقى -بشار- السلطة وهو طبيب عيون وبعيدا عن السياسة .
تحدث عن-بشار-احد الوزراء ووصف انه شخصية منغلقة تعيش في عالمها الخاص شخصية لا تميل إلى الحوار او التغيير وتكره النصيحة، بل ان الناصح له قد يعاني من النبذ مهما كان منصبه وقربه . وقيل ان زوجته البريطانية الجنسية-اسماء الاخرس- كانت تعيش في عالمها الخيالي وتتسوق في زمن الحرب الاهلية في باريس ،وتعيش حياة النجمات الثريات، واخيراً رشحت اخبار انها اصيبت بالسرطان وهذا ألقى بظلة الكئيب على حياتها وأسرتها وعلاقاتها بمحيطها .
وعن انتقال السلطة كما يطلقون عليه في بعض وسائل الأنباء فقد ساهمت دول غربية وعربية في هذا الامر ولكن المدهش هو القرار الذي لم نتصوره، هو ان روسيا وايران تخلوا عنه ضمن تفاهمات دولية ولا نستطيع ان نستبينها وسوف تبدي لنا الايام ما نجهله .
الشيء المدهش انه ولاول مرة يتفقان الروس وايران على طي حكم -بشار- مع موافقة امريكا ،فتم كل ذلك بصمت وبعناية وبتخطيط لم يتوقعه كبار المحللين السياسين . هذه الخطوة تبين لنا ان روسيا وايران تنازلتا عن حليف ولربما لمصالح اخرى او مقايضات تعويضية فكل خسارة في السياسة يعوضها الربح في موقع آخر . واتوقع ان روسيا لن تغادر سوريا في قادم الايام فهي تحن إلى دفء الشرق الأوسط،وكذلك القوات الأمريكية التي ستبقى قواتها في منطقة -التنف- وهي تقع عند المثلث الحدودي السوري العراقي الأردني، على ان الاهم ان لا تتمزق الارض السورية فتنتزع اراضي منها لصالح الأقليات وهذا مصدر الخوف الصادع .
اليوم اعلن سقوط النظام السوري البعثي العلوي بعد سيطرة وسطوة استمرت لقرابة ٥٤ عاما،ويدل هذا السقوط على تفاهمات دولية، اصبحت اليوم تمثل بدايات تنازلات -البعض للبعض-طالما والمصالح مضمونة لكل الأطراف والدليل ما نشهده في سوريا وغدا في أوكرانيا .
هناك سؤال يفرض نفسه ،فما هو وضع حزب الله في لبنان؟ والذي منيت قواته اليوم في منطقة - القصير- بخسارة عند عند مغادرتهم الأراضي السورية حيث كانت أرتال المدرعات والشاحنات تحمل عتادها وأفرادها وعددهم ٣ الف جندي فصادتهم الطائرات الاسرائيلية وهم في طريق العودة إلى لبنان . والحقيقة فان حزب الله -يتنفس اليوم تحت الماء- بعد ان دكت معاقله واستشهد قادته،وعليه ان يتحول إلى معارضة سياسية بعد كل هذه الويلات والفواجع الذي تعرض لها وبعد أن أقفلت سوريا شريان الامداد .