العطّاس في عدن

2024-10-26 22:17

 

بعد ثلاثة عقود من التغيب القسري بل النفي، عاد السياسي الفيتراني المهندس حيدر ابوبكر العطاس إلى وطنه .كانت عودته قد تاخرت كثيرا إلا انه كان قريباً منا ،كما انه وبصدق كان من اكثر الساسة الجنوبيين نشاطاً وحيوية، ولم ينشغل سوى بوطنه . ورغم استقراره اخيرا في سلطنة عمان مع كافة افراد أسرته إلا ان قلبه كان معلقاً ولا زال بوطنه الجنوب ،ولا زالت مدينة عدن التي استقبلته طفلاً تسكن وجدانه وذكرياته ووعيه وحنينه .

 

هناك من انتقد عودة العطّاس بسبب إنه لم يحدد موقفه الصريح من القضية الجنوبية ! والحقيقة فان هذا السياسي لا يكشف اوراقه، ولا يسبق الظروف او يسرد الأمنيات ،فهو يزن حديثه ويمحصه . وهذه سجية عظيمة للسياسي المحنك ورغم بلوغه من الكبر عتّيا ، إلا أن  العطّاس لا زال يتمتع بصحة جيدة، والاهم من ذلك بقدرات متراكمة من الوعي والدراية والحكمة وحسن الذاكرة وسرعة البديهة ، كما انه  يجذب الأسماع لحديثه الشيق  وحين تجول في عدن استقبلته الجموع بمظاهر الود والترحاب،وغمروه بحبهم ولا غرو في ذلك،فهو ابن عدن وهو الذي يتفوق على كل ساسة الاشتراكي بهدوء الطباع ولين العريكة والحديث الشيق الخالي من التجريح وجلد الذات .

 

هناك من يعتب على العطّاس في انه نأى بنفسه عن قضية الجنوب وصمت لسنوات طويلة،بينما كانت الفرص متاحة له في أن ينشط سياسيا ولو من خلف الحدود ، فالعالم اصبح بدون مسافات فاصلة والمناخات تغيرت، وكل هذا له ما أسبابه حيث ان الظروف حكمت  وربما ألزمت، واليوم هاهي عدن تستقبله بل ويتشرف مجلس العموم الجنوبي في أن يمنحه فرصة الحديث ليلقي على مسمعهم حديثه وبوحه ويسرد بعضا من ذكرياته .

 

هل عودته تمثل بشائر ،بعودة كل الشخصيات السياسية الجنوبية؟والحقيقة فليس هناك اي مانع من عودة الجميع إلى الجنوب، فالجنوب يتسع لكل ابنائه وحان الوقت ان نوطّد عزمنا ونرص صفوفنا ونستمد شجاعتنا لتخليص الوطن من حالة الانتظار الصعب، كما ويحدونا الامل ان لا نستعيد الذكريات وننكأ  الجراح في سرد الملامات والمعاتبات لبعض الشخصيات السياسية الجنوبية فخير الخطائين التوابون .

 

فاروق المفلحي