كان الجميع يتوقعون فوز مرشحة الحزب الديمقراطي- كاملا - بعد ان اقنع الحزب الديمقراطي الرئيس-بايدن-في عدم خوض الانتخابات نظراً لوضعه الصحي، وخصوصا بعد تلك المناظرة بينه وبين - ترامب - والتي أظهرت ضعف قوى ذاكرة بايدن الذهنية وشروده .كانت اقوى شخصية في الحزب الديمقراطي -نانسي بيلوسي-هي التي أقنعت الرئيس -بايدن -في التخلي عن الانتخابات، لصالح نائبته المحامية الضليعة وعضوة مجلس الشيوخ عن ولاية كليفورنيا السيدة - كاملا هيرس - وهكذا يكتب اسمها حسب نطقه . دارت فصول التحدي بين المرشحين ودفع الحزب الديمقراطي بكل رؤسائه السابقين لدعم المرشحة-كاملا- كما حشد - ترامب - كل امكانياته وضم إلى حملته البليونير - ألن ماسك - وكانت هذه الانتخابات لاول مرة تشهدها أمريكا،قد كلفت المليارات من الدولارات لدعم الحملات والجولات التي يتخللها عادة مهرجانات غنائية لكبار النجوم . ففاز المرشح -ترامب- لقوة حملته وما بذله وفريقه من جهود حثيثة مكنته من الفوز في الولايات المتأرجحة الولاء . وعن الانتقادات من قبل قيادات في الحزب الديمقراطي لإخفاق المرشحة - كاملا - فقد صرح السيناتور الأمريكي- بيرني ساندرز-عن حملة الحزب الديمقراطي بانتخابات رئاسة الولايات المتحدة التي انتهت بفوز المرشح الجمهوري - ترامب - ووصفها - بالكارثة - وأوضح - ساندرس -ان الحزب الديمقراطي خذل وتخلا عن الطبقة العاملة فيمموا وجووهم شطر الحزب الجمهوري،انتقاماًمن حزب تنكر لهم وخذلهم . وعن انتصار - ترامب - فقد كان مفاجأة للكثيرين، علما أن روسيا وأوروبا بل والصين ،ولن أبالغ إذا قلت ان ايران تمنت فوز - ترامب - لان الرئيس - بايدن - أعلنها صراحة انه سوف يسعى لوقف الحروب سواء في الشرق الاوسط او في أوكرانيا . من نافلة القول ان العالم العربي بل والإسلامي سره فوز - ترامب - لما يتمتع به من جرأة سياسية ومن شجاعة في ابتدار المبادرات والجاهزية للحوار مع الخصوم ، لهذا فقد أعلنت -ايران -اليوم عن وقف الهجمة على إسرائيل حتى تتبين ما تأول اليه الأمور ،بل إن الرئيس الإيراني - مسعود بسشكيان- صرح انه من الاهمية التعامل مع امريكا ، بل ان حماس نوهت بانها تترقب موقفاً يساعد على إنهاء حرب في غزة . وعن التوقعات لما سوف يتخذه - ترامب - من مبادرات فمن الصعب تصديق الوعود الانتخابية بحذافيرها،ولكن لدى المراقبون والمحللون ثقة في ان - ترامب - يجيد القفز على الحواجز،ولا يمكن ان يتنكر لكل وعوده لان هذا سوف يتسبب في فقدان الثقة بالوعود التي قطعها وبالتالي مخاوف انحسار التأييد بعد أن سيطر الحزب الجمهوري على كل المجالس اي مجلس النواب والشيوخ وحكام الولايات، بما فيها البيت الأبيض ، وهذا النصر له أبعاده وتأثيره العظيم في فرض المبادرات وفي قوة اتخاذ القرارات دون خوف من النكسات عند التصويت . هناك من يسأل ،وماذا عن حالة الحزب الديمقراطي الذي لا زال لم يستوعب الصدمة والضربة الخطافية القاضية ؟ والحقيقة فان الحزب الديمقراطي وبعد هذا الخذلان،يحتاج إلى اعادة النظر بكل مناهجه وافكاره ولقد آن له أن يقترب بقوة من الطبقة العاملة، فقد توخاه الناخبون اثناء الحملات ،وانتقموا منه بفوز المرشح - ترامب - وفي توقع الكثيرين فان الحزب الديمقراطي وبعد هذه الهزيمة المخزية، في ان عليه ان ينتظر لسنوات عجاف ليكسب ثقة ناخبيه ويعيد تنظيم صفوفه وان يخلص في دفاعه عن العمال والفقراء .