هناك عدة معناي لهذا المصطلح (التصالح والتسامح) ومنها:
إن التصالح معناها انك تصالح خصمك وتنهي الخصومة ويذهب كل واحد في طريقة.
اما التسامح فإن معناه اكثر وضوحاً ويعني أنك تسامح شخص عن جريمة أو فعل ارتكبه ضدك وتعفي عنه.
وهو مفهوم فضفاض يدل على تناسي الماضي والبدء بصفحة جديدة صافية يسودها التعايش والأخوّة والألفة والمحبة بعد دفن مآسي الماضي نهائياً.
شعب الجنوب مر بمراحل صعبة وبائسة وتعرض لكل أصناف البشاعة من الجرائم والثأر والتصفيات الجسدية التي فرقت بين محافظاته ومناطقه وفئات شعبه (ولانقول قبائله رغم أنها هي السبب في ذلك).
في 2006 اجتمع جماعة من أبناء ردفان في جمعيتهم وطرحوا فكرة التصالح والتسامح ودعوا معهم جماعة أخرى لإعلان (التصالح والتسامح) واطلقوا عليه مسمى التصالح والتسامح الجنوبي.
هذه المفهوم الجميل من التسامح لم يعترض عليه أحد بل جعلوه شعارا للجنوب استشعاراً منهم بوحدة المصير والمشاركة في بناء وطن يتسع للجميع.
لكن هناك ملاحظة على هذا المفهوم الذي فصّل على قياس جماعة الحزب الاشتراكي وهي:
أنهم وضعوا هذا الشعار جنوبي في الوقت الذي يعرفه الجميع انه خاص (private) ببقايا الحزب متناسين آلاف الضحايا والمشردين منذ 1967.
هذا التصالح والتسامح الذي رفعوا شعاره لم يشمل ضحايا الاغتيالات والتصفيات في انتفاضات الحزب في السبعينات ولاحتى مئات القادة المشردين من انقسام الحزب عام 1986! إذاً ماهو التصالح والتسامح الذي يعنون؟
اذا كان خاص بهم فيجب الا يعمموه على الجنوب.
واذا كان شامل لكل شعب الجنوب المفروض يعقد اجتماع عام يشمل كل فئات الشعب الذي تضرروا من جرائم الحزب ويقدم بقايا الاشتراكي اعتذاراً رسميا مكتوبا لكل ضحايا الحزب من المواطنين والمعارضين.
وعندما ننظر في ما تلا اعلان تصالح ردفان يتضح لنا انه خاص بفئة معينة وإنه لايشمل بعض الشخصيات والمناطق وحتى المحافظات! وما رأيناه وشاهدناه وسمعناه ان لا تصالح ولا تسامح إنما كذبة كبرى انطلت على بعض العامة وإن الواقع يؤكد عكس هذا الإدعاء.
ومع انعقاد (اللقاء التشاوري الجنوبي) المزمع عقده في عدن والذي دعت له لجنة الجوار الجنوبي نؤكد رأينا الذي يعبر عن رأي شريحة كبيرة من الجنوبيين بأن مفهوم التصالح والتسامح بحاجة إلى إعادة صياغته ووضع آلية واضحة لتطبيقة بحيث لا يستثني اي جنوبي.
كما نأمل أن يتسع اللقاء التشاوري لجميع أبناء الجنوب وإن يتم الاستماع إلى آرائهم والأخذ بها لأن الزمن تجاوز مرحلة الحزب الواحد والمكون الواحد والشخص الواحد وإن شعار (لاصوت يعلو فوق صوتي) قد مات وشبع موت.
نتمنى أن نجد بين القرّاء من يفهم المعنى ونتطلّع ان نلاقي قارئ لما بين السطور.
والله الهادي إلى سواء السبيل
عبدالله سعيد القروة
٢مايو٢٠٢٣