العيسي من محطة تهامة إلى كرسي أتحاد (القدم)

2021-02-15 13:06

 

كان ذلك الشاب الذي يقف كعامل في محطة ” تهامة ” للمشتقات النفطية ، وقذفت به المعطيات والأحداث والظروف وسرعان ما أصبح رجل الأعمال البارز في مجال النفط الذي نما ثروتة سريعاً ، وغلفها بسقف ومظلة دعم الرياضية والجمعيات الخيرية لكسب المزيد من المال .

 

لم يكن سوى عامل في محطة تهامة للمشتقات النفطية وسرعان ما أصبح رجل الأعمال البارز في مجال النفط الذي نما ثروته سريعا، وغلّفها بدعم الرياضة والجمعيات الخيرية لكسب المزيد من المال.

 

 أحمد صالح العيسي من مواليد 25 ديسمبر 1970م، مديرية مكيراس – محافظة أبين، والتي غادرها صغيراً مع والده وعمه لأسباب مجهولة إلى الحديدة التي كانت مركزاً لبناء مملكته المالية، قبل أن ينخرط في العمل الرياضي ثم السياسي.

 

في سن التاسعة التحق الطفل أحمد العيسي، بمعهد “النور العلمي” التابع لـ”الإخوان المسلمين” بالحديدة، وفي العام 1987م، استأجر والده الحاج صالح، محطة تهامة لبيع البنزين والديزل، الذي كان يشتريه بالآجل ويبيعه نقداً.

 

وكان والده نازح معدم لكنه يتمتع بحس تجاري، ولم يمضِ إلا عامان حتى استأجر، إلى جانب تهامة، محطة العمري لذات الغرض، وبعدها استأجر محطة زايد.

 

 أكمل نجله أحمد تعليمه الثانوي وشرب فكر “الإخوان”، ليوكل إليه والده إدارة حسابات محطاته النفطية، ومن بعدها، تولى إدارتها، ليتجه العيسي الإبن إلى التجارة، ولكن من بوابة الصفقات، بحثاً عن الربح السريع، فكانت أولى صفقاته عقد لتموين السفن والبواخر في ميناء الحديدة بالديزل.

 

ويعد أحمد العيسي، من ملوك النفط في اليمن، وتحديداً النقل البحري للمشتقات النفطية بين المؤاني اليمنية، وكانت بدايته مع العمل التجاري في محطة العمري بمحافظة الحديدة، غرب اليمن، حيث كان مشرفاً على المحطة التي تعود ملكيتها لعمه ووالده بالشراكة، قبل أن يؤسس شركة عبر البحار، بين عامي 1997 و1998 .

 

تنامت ثروة العيسي سريعاً ، وغلفها بدعم الرياضه والجمعيات الخيرية ، وانتخب رئيساً للإتحاد اليمني لكرة القدم ، ورئيس مجلس الشرف الأعلى لنادي الهلال .

 

ومن هنا بدأت فصول وسيناريو ومشاهد الحكاية بين العيسي والإتحاد ، فذهبت انظارة تخلق و” تبهرر ” على كسب المال من بوابة الرياضة ، ليتمكن من الفوز برئاسة الإتحاد العام لكرة القدم لثلاث دورات انتخابية منذ العام 2005 م ، فبدأت تمرير الصفقات عبر بوابة الرياضة ، وراكم ثروته من مشاريع خليجي ” 20 ” التي استضافتها اليمن عام 2010 م .

 

وقد رشح العيسي للمرة الثالثة رئيسا للاتحاد اليمني العام لكرة القدم بعد أن عرف بدعمه اللا محدود للرياضية، وفي 23 أبريل 2014م أعادت الجمعية العمومية للاتحاد اليمني العام لكرة القدم، انتخاب أحمد صالح العيسى، رئيسا بالتزكية للاتحاد للمرة الثالثة على التوالي، للفترة الانتخابية 2014 -2018، في ظل خلو المنصب من أي مرشح آخر .

 

*كيف تحول أتحاد القدم إلى فرع من فروع شركات العيسي* :-

 

خيبات من الأمل المتلاحقة تصيب الشارع والوسط الرياضي ، ونعكاسات وفضيح مدوية ، تصاحبها انكسارات للكرة اليمنية .

 

لم يعرف الشارع الرياضي اليمني طعم ونكهة ونشوة العمل المؤسسي السليم والصحيح في أتحاد الكرة الذي يترأسة الشيخ الجليل أحمد صالح العيسي .

فقد أضحى الإتحاد العام لكرة القدم طيلة العقود الماضية والحالية في حقبة ” العيسي ” اشبة مايكون إلى أحد فروع شركات الشيخ في أسطول مملكة النفط والنفوذ والمال الذي يديرها شيخنا الفاضل .

 

أصبح واضحى الإتحاد يدار بعقلية العشوائية والهوشلية القبلية والحزبية ، بعيداً عن الفكر والعمل المؤسسي الكروي .

 

أتحاد العيسي لا يملك الروية والإستراتيجية للرقي بمستوى الرياضة والرياضيين ، وانتشالها من مستنقعات المحسوبية وبؤر الهوشلية التي ارساء وترسخ قواعدها في عهد وحقبة مملكة العيسي الإتحادية .

 

يدار الإتحاد العام لكرة القدم بعقلية ونهج واستراتيجية ورؤية أحد فروع شركات العيسي المنتشرة في الوطن مثل انتشار مرض السرطان في الجسد .

 

*أتحاد على ضفاف*الفشل والاخفاق الذريع* :-

 

خسائر مدوية وتراجعا كبيرا في النتائج والمستوى في الجانب الرياضي في عهد إمبراطور مملكة النفط والمال والنفوذ النافذ ” العيسي ” .

 

يشغل العيسي رئيسا للاتحاد اليمني لكرة القدم منذ عام 2005م إثر فوزه وقائمته المكونة من تسعة أشخاص بأغلبية أصوات الناخبين حيث استحوذ على 227 صوتاً مقابل 57 لأقرب منافسيه علي الاشول رئيس الاتحاد السابق و 43 صوتاً لحسين الاهجري رئيس نادي أهلي صنعاء .

 

وبعد هذه الفترة التي تقترب من 15 عاما على توليه رئاسة الإتحاد اليمني لكرة القدم وطيلة هذه الاعوام السابقة والمتلاحقة في إتحاد كرة القدم اليمنية بقيادة العيسي لم يصنع الا ترسانة ومكينة إعلامية تعمل على التغطية المستمرة بعد كل اخفاق وفشل ذريع صاحب ذلك نفوذه بالسلطة التي كانت جدارا منيعا ومتينا وحصنا فولاذيا بجانب امواله التي لم يستطع أحد أزاحته من رئاسة الإتحاد بسببهم .

 

الإتحاد يغازل ” الانقلاب ” :-

 

تناسى أتحاد العيسي على ما يبدو بأنه يخضع للحكومة الشرعية اليمنية المعترف بها دوليا وإقليمياً ، وغض الطرف عن العاصمة عدن ، وذهب يهرول ويسارع الخطوات لمغازلة عاصمة الانقلاب الحوثية التي انقلبت على من يمثلها العيسي في اتحادته المؤقر .

 

فقد كشفت قرعة الدوري الذي ينطلق حجم الغزل والطرب الاصيل بين أتحاد العيسي وعاصمة الإنقلاب الخاضعة لسيطرة الحوثيين الانقلابيين .

 

فهل يعقل أن تترك المناطق المحررة والعاصمة عدن التي أضحت وأصبحت معقل وعاصمة الحكومة الشرعية اليمنية المعترف بها دوليا وإقليمياً ، وتذهب إلى إجراء قرعة لمنافسة رسمية تحت رعاية وكنف شرعيتك في معقل وعاصمة الإنقلاب الخاضعة لسيطرة الحوثيين .

 

كل ذلك لا يفسر ولا يحلل ولا يقبلة عقل ومنطق إلا بأن أتحاد العيسي يحن ويدرف دموع الشوق للعاصمة الحوثية من خلال أتحاد الكرة الذي يغازل الانقلاب والحوثيين جهراً نهاراً وفي واضح النهار وعلى الملأ الأعلى .