يا جنوب لا تنتظر الصدقات.

2020-10-03 14:41

 

الذي ينتظر ان تتصدق عليه الناس من غلال حقله وماء بئره  فهذا من اذل رجال الكون .

 

ولا تنتظر ان يمنحك شخص الحرية هدية او مقابل او مقايضة او صدقة ، قيمة الحرية انها مثل الشرف ام الشرف او الموت .وانتزعه ولو مت دونه.

 

 

 واعلموا ان ليس هناك نصف شرف او شرف مؤجل او شرف حسنة او صدقة لله . فهذا  هو عجز الثقة . وكما قال عمر ابن الخطاب -ربي إني اشكوا اليك جلد الفاجر وعجز الثقة -.

 

ومزيدا من التوضيح فقد وصلني فديو لخطبة القاها في يوم الجمعه فضيلة الشيخ خالد با حميد الإنصاري حفظه الله وهو يتحدث عن الجنوب وقال - صح الله لسانه-

 

على الجنوب ان لا يماطل ويسوف في قضية تحقيق فك الارتباط . وان قرر فليس ذلك معناه الوقوع في تعقيدات وأزمات ، واضاف ان اتخذ الجنوب قراره في فك الارتباط فهناك ثلاثة احتمالات وهي :

 

الإحتمال الاول .ان تتقبل الدول هذا الامر فتعترف بهم.

 

الاحتمال الثاني . ان تصمت الدول فلا تشجب ولا تعترض ولا تؤيد.

 

الإحتمال الثالث. ان ترفض وهنا يكون انكشف القناع وعرفنا من هو ضدنا ومن هو معنا .

 

 على ان انصار الله توكلوا على الله وبدون ذلك الدعم والطيران والدبابات انجزوا المهمة .

 

وعن الأنصار ، نحبهم او نكرههم فهذا ليس  مجال حديثي . فما حققوه انصار الله هو -الفتكة البكر -ولقد دانت كل اليمن لهم من الجوف حتى صعدة والبيضاء .وهم اليوم يتأهبون للفتك بمأرب. والذي يقول ان انصار الله انقلبوا على الجمهورية فما اراه انهم حققوا ثورة وليس انقلابا .

 

وعن الجنوب فنحن اليوم مثل الأيتام ننتظر حول موائد الحلفاء  ومن يمنحنا لقمة نقتات منها تحت ذل الصد والنهر والهوان .

 

لا يجوز ابدا ذلك ، فنحن- ذو بئسٍ شديد - ولن تخوننا شجاعتنا ووعينا وشرفنا وقدراتنا . وعلينا ان نغامر وان نسبق العاصفة والا اصبحنا في مهبها .

 

هناك من يقول نراعي الحسابات الدولية!! وله حساباته وربما هي حسابات توطدت عنده بسبب نماذج من قرارات الاستقلال لدول انتكست .مثل قرار الاكراد في شمال العراق وقرار كتلونيا في اسبانيا .

 

لدي تفسيري في اننا نختلف فجمهورية كردستان لم نسمع عنها وجمهورية كتلونيا ايضا . بينما الجنوب في عين التاريخ وقلبه .

 

هناك دول حافظت فقط على تذكر ماضيها وبعض من لغتها القومية  بل وشعائرها الدينية فثابرت ونالت استقلالها . ومنها دولة بمساحة ٢ مليون كيلومتر هي - كزخستان- ولقد سنحت الفرصة لي  ان زرتها فوجدتها في قمة ازدهارها وشموخها .

 

انفصلت او نالت الاستقلال اكثر من ١٤ جمهورية ضمن الاتحاد السوفيتي العظيم ومنها اذربيجان وأرمينيا واوزبكستان وقرقيستان وجورجيا وهذه كأمثلة.بعض هذه الجمهوريات تعيش بثراء وتسجل نموا متسارعا ومدهشا .

 

الجنوب كان من المفترض ان يكون قاطرة الشمال فصار عربة خردة في نهاية سلسلة عربات الركاب .  فقط مجرد محافظة للنهب والمسخرة . فلا علم ولاجيش ولا امن ولا مرور  ولا عمله ولا اسم ، وقل ما تشاء ووصل الامر الى نهب المتاحف وتغيير اسم محطة عدن ( يمانية) ونحن لا نسخر من  هذا  الاسم بل نفتخر ، ولكننا  ايضا نفخر بأسمنا وتاريخنا وهويتنا .

 

من يسيطر على العاصمة فقد انتصر . وعجبي فقد سيطرنا على كل الجنوب فأخذوا  فرساننا للقتال في الساحل الغربي . ولم نغضب وهنا التعب .

 

لماذا نقبل ان نكون بهذه الطاعة والخنوع والاستسلام . فحتى دول التحالف لم نمنحها فرصة العذر في اننا خالفناهم وعصيانهم .وربما دول التحالف تتمنى ان نعصيها  في هذا الامر لتتخلص من الاحراج.

 

على ان العاصمة هي القلعة التي هي اليوم بيدنا فاذا قررنا فك الارتباط وسيطرنا على القلعة - عدن-  فقد حققنا ذاتنا واستقلالنا فلا تهمنا بعدها اسوار القلعة او مرابض الغنم .

 

تمردوا على هذا الواقع المخيف فلم ارى في الدنيا شعوبا قوية تستجدي حريتها  . وخيرا لنا - شجاعة العاصي من عجز المتبتل . -وراس ما يحمى دبية من دباي الماء- .

فاروق المفلحي