هذه هي (ألمقالة ) الرابعة في سلسلة مقالات ( جماعة شرعية البيض) وهو أيضا في الترتيب المقال الثالث الذي أتوقع أن يصيبه ما أصاب ما سبقه من مقالات من حملات حجب وتعتيم مارستها ومازالت عنوة الصحف التي تدٌعي تبني الشأن الجنوبي ضد ما نكتبه في الشأن الجنوبي بدون ابدأ أسباب منطقية أو مهنية , وعليه فأنني اكرر اعتذاري للقراء الذين يتواصلون معنا متسائلين عن أسباب الانقطاع خصوصا أولائك المتسائلين من الأرياف والذين لا تتوفر لديهم تقنية (الاتصالات ألنت) ونلتمس العذر منهم في وضع فرض علينا فرضا ونحن ندٌعي التصالح والتسامح ونسعى لإقامة جنوب جديد ليس فيه مكان للقمع ومصادرة الرأي ولم نختاره لأنفسنا !!!
كان للمقالات التي سبقت هذا المقال ضمن سلسلة مقالات ( جماعة شرعية البيض) ردود أفعال طيبة لمسناها من خلال الاتصالات والتواصل عند من يدركون أهمية القضية الجنوبية والوضع المعقد والصعب الذي تواجهه , وعند من يستشعرون الخطر الذي يتطلب منا كل اليقظة والحذر, وعند من يرون أن وقت المكاشفة قد حان وان علينا أن نخرج رؤوسنا من الرمل ونرفعها عاليا لنواجه حقيقة ما يجري من عبث على الساحة الجنوبية ومحاولة البعض تجيير نضال وتضحيات أبناء الجنوب لمصلحة جماعات أو أفراد ,وضرورة لم الشمل الجنوبي كعنصر من أهم عناصر انتصار قضيتنا ورافد من أهم روافد بلوغنا أهدافنا في التحرير والاستقلال !!!
لقد مضت ما يقارب تسعة عشر عاما على اجتياح جنوبنا واحتلاله من قبل عصابات صنعاء وما يقارب ستة سنوات من عمر ثورتنا الجنوبية إذا ما اعتبرنا أن العام 2007م هو عام انطلاقتها وخلال كل تلك السنوات دأب بعض الساسة الجنوبيون وغيرهم ممن حاول أن يتبنى أو شارك في المبادرات التي هدفت إلى خلق تقارب بين فرقاء الساحة الجنوبية سواء على مستوى من يسمون أنفسهم (القيادات التاريخية) أو غيرهم في نهاية كل محاوله فاشلة لهم أن يخرجون علينا بقول واحد لا يتغير وعبارة واحدة مللناها هي ( أن قيادات الخارج لم تتفق) ويذهب البعض إلى ابعد من ذلك خصوصا في مجالسهم الخاصة , وفي اعتقادي أن عبارة (قيادات الخارج لم تتفق) عبارة فيها الكثير من التعميم الظالم الذي يحتاج لوقفة تعيد الحق لمن طالهم الظلم كما أرى أنها عبارة يسعى أصحابها ومستخدميها إلى (جبر خواطر) بعض القيادات المتعنتة وغير المسئولة على حساب قيادات أخرى تعي جسامة المسئولية التاريخية الملقاة على عواتقها وتقدرها حق قدرها , واعتقد أننا كجنوبيين بحاجه ماسه اليوم إلى وقوف كل من كان له شرف المحاولة للملمت الشتات الجنوبي أمام مسئوليته التاريخية بأن يظهر لأبناء الجنوب حقيقة ما يجري أو بالأصح ما جرى في (كواليس) لقاءاتهم بقيادات الداخل والخارج , وتقع على عواتقهم مسئولية إظهار الأدلة والبراهين المتوفرة لديهم التي تؤكد طرحهم وتنور الطريق أمام أبناء الجنوب, لان الوقت يمضي وخصمنا يراهن على هذا الوقت , وما حوار صنعاء والاغتيالات التي تطال أبناء الجنوب يوميا وغيرها من رسائل صنعاء إلا محاولات لكسب الوقت لخلخلة الصف الجنوبي وهذا ما يدركه ويتجاهله في نفس الوقت بعض ( ساسة الخرف السياسي) المحسوبين على الجنوب قيادات شرعية!!!
أن إظهار الحقيقة لأبناء الجنوب خطوة ستنقلهم حتما إلى مربع الاستقرار الذي تولده المعرفة , وهو الأمر الذي لا يحبذه بعض المتوارين خلف الشعارات البراقة التي في ظاهرها الرحمة وفي باطنها العذاب , والذين يشعرون أن بداية النهاية لهم ستكون يوم أن يستقر أبناء الجنوب ويفكروا بتروي بعيدا عن المماحكة وإثارة النعرات ويدركوا حقيقة صراع من يسمون أنفسهم (قادة شرعيون) ذلك الصراع المفتعل الذي أبعدنا كثوار عن حقيقة الصراع الجنوبي الذي كان يجب أن نوليه الأولوية في البحث له عن حلول كانت ستفضي دون شك إلى تصحيح كثير من الأوضاع وفضح الكثير من المغالطات وسترسم خارطة أخرى مختلفه لأحداث المشهد السياسي الجنوبي , وأدخلنا في أتون صراع حلوله تكمن في يد أقطاب الحزب الواحد أنفسهم !!
أن لب الصراع الجنوبي ليس ما هو ظاهر على السطح بين أقطاب الطرف الواحد (الحزب الاشتراكي اليمني) كما يحاول البعض فرضه علينا ولكن الصراع الحقيقي الذي يجب أن نقف أمامه ونبحث له عن حلول هو الصراع الأزلي الذي بسببه وصلنا إلى ما نحن فيه اليوم من ويلات وعذابات وهو (الإقصاء) الذي مارسته القوى التي حكمت الجنوب وتحكمت بمصيره منذ صبيحة الاستقلال وحتى 22مايو1990م والذي رافقته الكثير من الأفعال الصبيانية وغير المسئولة ضد القوى التي أقصيت وذاقت ويلات هذا الإقصاء منذ الاستقلال وحتى مايو90م , نعم هذا هو الصراع الحقيقي الذي تحاول جماعة البيض ورفاقه جرنا بعيدا عنه من خلال استحضار بذور صراعات نشأت بينهم كطرف عليه من الاستحقاقات للآخرين ما يفقده شرعيته ويجعله هدفا للملاحقة الجنائية , وقد دأب القادة الاشتراكيون على ممارسة الدجل السياسي وأبدعوا فيه وهم اليوم يتذكروا ماضيهم مع شعب الجنوب ويحاولوا إعادة إحياء وسائلهم في التعامل معه من خلال توظيف قضيتنا لمصالحهم وأهدافهم ولا أظنهم يحلمون في النهاية إلا بما حلم به (الجوكر) الذي قزمهم وسخر منهم واظهر حقيقتهم الهشة (علي عبد الله صالح) ذلك الحلم الذي لا يتجاوز (مبادرة رحمة) تجود بها دول الخليج أو غيرها ويكون ابرز بنودها ( الحصانة وعدم الملاحقة) !!!
لقد بات لزاما على أبناء الجنوب وبالذات الشباب إعادة ترتيب الأولويات للثورة فمن اجل الوصول إلى الهدف الأسمى( التحرير والاستقلال) عليهم قراءة التاريخ الحديث للجنوب حتى يصلوا إلى الأسباب الحقيقية التي أدت إلى ضياع الجنوب بعد تسليمه لعصابة صنعاء في عملية هي اقرب إلى الهزلية وكأن الجنوب لم تكن فيه دولة لديها علاقات دولية وكذلك أجهزة امن داخلية وخارجية تكشف حقيقة دولة صنعاء الزائفة قبل الوقوع في المحظور, وعليهم التمعن فيما يجري على الساحة من عمليات اغتصاب للمنصات ورفع للصور وتجيير للنجاحات والانجازات ويبحثون عن إجابة للأسئلة التي تطفو على السطح فلماذا يتهافت (الحزب الاشتراكي اليمني بشخوصه) على محاولة إعادة امتلاك الجنوب ؟؟ ولماذا لا يترك الفرصة لغيره ممن لم يجربوا بعد من القوى التي أقصيت ورجال اليوم ؟؟ أنا في الحقيقة وجدت أن الخوف من القادم هو من يدفع هؤلاء دفعا إلى ما هم عليه من سلوكيات يحاولون من خلالها الوصول إلى حكم الجنوب وسأترك للقراء البحث عن إجابات يقتنعون بها لهذه الأسئلة , وعلينا ونحن نبحث عن الإجابات التنبه لمن تجرهم العاطفة للحكم على الأشياء والذين ينطلقون في تقييمهم للأمور على (معزة فلان ومحبة علان) سواء كانت المحبة مدفوعة الثمن أو مجانية فهؤلاء لا يصلحون للأخذ بحكمهم ويكفي أن نقدر مشاعرهم فقط !!!
ختاما نكرر أننا لا نستهدف شخص البيض ولا تتوفر لدينا دوافع لذلك لا من الماضي ولا الحاضر فالرجل لا يعني لنا سوى انه كان عضوا في فرقه عزفت للجنوب سيمفونية (لحن الحزن الأبدي) وذهب هو وأعضاء فرقته إلى حيث لا يصلهم صوت أنين أبناء الجنوب وضجيج لحنهم البشع , وبعد أن تحطمت آلاتهم وجفت بحور عطاءهم عادوا ليوهمونا أنهم قادرون على أن يعزفوا لنا (لحن الحرية) ويعلمونا الرقص وهذه المرة ليس على طريقة (الديك الذي يرقص مذبوحا من الألم) .. الكل سيكون هدفا للأقلام الشريفة البيض أو سواه في حالة ما حاول احد أن يعبث بوحدتنا الوطنية الجنوبية التي ندرك أنها جواز مرورنا إلى النصر بأذن الله , ووصية إلى أبناء الجنوب وشبابه الميامين ( لا تجعلوا من أنفسكم حيطان صماء تلصق عليها صور الأفراد الأحياء ولكن كونوا أوراقا ناصعة البياض ترسم عليها خارطة الجنوب وتخط عليها أهدافه السامية , ولا تكونوا أعمدة نور تعلق عليها صور الأشخاص الجامدة ولكن كونوا شعاع نور يبدد ظلام الماضي ويسهل ميلاد الحاضر ويرحل بنا إلى قلب المستقبل) !!!