للأسف نلاحظ انتشارا وتزايدا للأفعال الإجرامية التي تستهدف حياة الناس الأبرياء .
إنها جرائم مخيفة لا تمت إلى الطبيعة البشرية بصلة، جرائم يقف خلفها فكرا متشددا يغذاء به شبابنا صغار السن الأكثر فئة تاثرا بالافكار التي تملئ فضائهم الذهني ..
كل ذلك يطرح امامنا عدداً من التساؤلات التي تفتش عن إجابات جدية تنتج الحلول العملية لها وتعرية هذا الفكر الخطر على الأمن والسلم الاجتماعي في بلادنا.
لا شك أن مؤسسات التنشئة الكبرى( الأسرة والمدرسة والاعلام والمسجد ) بحاجة إلى مراجعة وتقييم شامل لمهامها وتناغم نشاطها ومنهجها الفكري الذي أصابها الضعف والإهمال وهو الأمر الذي مكن ذلك الفكر الدخيل على ثقافتنا وديننا الحنيف أن يتغلغل بين أوساط الشباب للتأثير في عقول بعضهم ولاسيما منهم المقيدين في مراحل التعليم الاساسي او من تركوا التعليم واهملتهم أسرهم .
مستغلين الظروف الاقتصادية و السياسية المضطربة التي نعيشها في البلاد.
ان التشدد الفكري يقود بالنهاية إلى الارهاب.
فلا شك في أن هناك خللاً ما علينا مراجعته بصدق وشفافية وفي ظروف مفتوحة حتى نصل إلى تشخيص المشكلة بكل حيادية ونضع الحلول لها.
وهنا تأتي مهمة الأسرة ودور المعلم في محاربة الفكر المتشدد وبقية مؤسسات التنشئة الأخرى الاعلام والمسجد والمنظمات الاجتماعية والمدنية .
إذ لا يقتصر عملكم على ردود الافعال وبيانات الاستنكار والتعازي والحزن بعد كل حادثة ..
علينا أن نفكر بالفعل الذي يوصلنا إلى بر الأمان، كل ما نتمناه أن يكون هناك مراكز بحثية، وبخاصة في الجامعات لدررسة هذه الظاهرة التي نعاني نقصاً واضحاً فيها . وغياب البحث الحقيقي لجذورها يصعب إيجاد المعالجات الناجعة لها .