إلى أخواننا في اليمن، نحن لا نكرهكم ... و لكن

2019-09-06 21:08

 

الأخوة في اليمن، نحن لا نكرهكم و كيف لنا أن نكره شعب باكمله، نحن نعلم بأن الغالبية العظمى من الاخوة في اليمن ناس بسطاء و مساكين ومغلوب على امرهم و حقوقهم مهضومة و لا نريد أن نصبح مثلكم، على سبيل المثال هل من المعقول أن نكره أهل تهامة، الشعب الذي عانى من الاضطهاد و المذلة و الاهانات و البسط على أراضيه من النخبة الحاكمة في اليمن، ليس فقط اهل تهامة من عانى من التهميش و الاهمال و الأفقار المتعمد، نحن لا نحب النخبة الحاكمة و المسيطرة على كل شيء له علاقة بالمال و الجيش و الامن في اليمن.

 

نفس هذه النخبة الفاسدة الذي همشت و أفسدت تهامة و تعز و البيضاء و مارب بسطت أياديها على خيرات و مقدرات الجنوب بعد الغزو اليمني الاول للجنوب في ١٩٩٤، و طبعا هذه النخبة لها مقدرة عظيمة على تعيين ضعاف النفوس كوكلاء لها في المناطق التي تغزوها، هذه النخبة تريد فقط خيرات و مقدرات الجنوب.

 

لا داعي للإنكار و التصنع بالغباء بأنكم لا تعلمون بالفساد و الخراب الذي حل بالجنوب من بعد غزو ١٩٩٤.

 

لا يمكن استمرار الوحدة مع اليمن. نحن عدد سكاننا ٥ مليون او اقل و انتم عدد سكانكم ٢٥ مليون او اكثر، انتم الأغلبية الساحقة و لقد رأينا كيف اثّر هذا الفارق السكاني على التركيبة السكانية وفي تفشي الفساد و التدهور الأمني في الجنوب في خلال ٢٥ عام، اسألوا أي أستاذ رياضيات و سيفسر لكم الاثار الوخيمة لهذا الفارق السكاني، اسألوا الناس الذي عرفوا الجنوب قبل  ١٩٩٠، بالدارجة، الوحدة لم تعد تخارجنا، طبعا نحن لا نلومكم و لكن نلوم قادة الجنوب الجهلة في السابق.

 

 عاداتنا و تقاليدنا و عقلياتنا تختلف عنكم، نحن شعبين غير متجانسين، الحرب الاخيرة عرٌتكم و كشفت نواياكم، مؤخرا قواتكم الموجودة في مارب و في وادي حضرموت صوبت بنادقها نحو الجنوب بدلا من ان تصوبها نحو صنعاء، ربما قد تكون البوصلة الذي تستعملها النخبة الحاكمة في الليمن قد تآثرت بمغناطيسية الارض ومصممة فقط نحو آبار  النفط في الجنوب.

 

أثبتت الحرب الأخيرة  أن النخبة الحاكمة في اليمن رغبتها الوحيدة هي مص خيرات الجنوب و اغراق الجنوب في الفساد و التخلف تماما كما فعلت في الشمال، و أن حلفائهم و خدمهم الجنوبيين هم أقلية لم تعد مؤثرة.

 

اخرجوا أنفسكم من وهم و أكذوبة الوحدة الذي تشكل كابوس للجنوبيين، الجنوب قد اتخذ قراره و لا تكذبوا على أنفسكم بنظام الاقاليم، لان الكذاب في النهاية يصدق نفسه.

 

مرة اخرى نحن لا نكره الاخوة في اليمن و لكنا نكره نُخبهم الحاكمة و عاداتهم و تقاليدهم الفاسدة و المُفسدة و الذي لا يمكن أن تتغير، نحن لا نكره الشعب اليمني.

غسان لقمان