معارك جانبية خبيثة تستغل "عاصفة الحزم"

2019-07-29 18:22

 

بمجرد انطلاق حرب عاصفة الحزم لدول التحالف العربي والتي كان هدفها استعادة الشرعية (الدولة) وكبح نفوذ وتمدد إيران جنوباً، بمجرد انطلاقها قامت الفئات الطفيلية بشن معارك جانبية ذات أهداف متعددة أهمها: الإثراء السريع والكسب غير المشروع، وكذا تدمير مؤسسات اقتصادية وخدمية لإيصالها لحالة الانهيار والاستيلاء عليها عن طريق خصخصة غير قانونية وغير دستورية وهذه تعد من الجرائم الجسيمة، ومن تلك المؤسسات شركة النفط الوطنية وشركة مصافي عدن ومصنع الغزل والنسيج، إلى جانب إفشال معركة التحالف بإطالتها والتكسب غير المشروع منها، بغرض هزيمة التحالف ونصرة الحوثيين بطريقة نخر وخلخلة العاصفة.

 

وهناك حرب أيضا على كثير من إيجابيات النظام السابق في الجنوب، وهذا عمل دنيء لا يقوم به إلا الانتهازيون والمنافقون.

 

ومن تلك المشاريع الإيجابية للنظام السابق في الجنوب هو المشروع الموحد لكهرباء المنطقة الوسطى (أربع مديريات)، ذلك المشروع الذي ابتدأه محافظ أبين المناضل محمد علي أحمد وساهم فيه المواطنون بشكل إيجابي حيث دفعت كل أسرة في هذه المديريات 50 دينارا، ومن ثم كل من يتزوج من الشباب يدفع كذلك 50 دينارا، وابتدأ المشروع في 1982م خطواته الأولى وكان المدير العام للمشروع المناضل صالح علي أحمد (استشهد في يناير 1986م). هذا المشروع الذي كان يعمل 24 ساعة بـ 3 مولدات بولندية طاقة المولد 2.5 ميجا، بإجمالي 7.5 ميجا، وتعمل بالمازوت.

 

الحرب على ذلك المشروع العظيم ابتدأ بُعيد الوحدة مباشرة عن طريق التوسع في المدن دون إضافة مولدات شبيهة أو أكبر من المولدات السابقة.

لست أمانع في التوسع لكن بأساس، والإدارات من المفروض أن تعمل خطة تطوير للزيادة وكذلك ترفض التوسع، فكل من طلع صنعاء جاب تعليمات بالمد تقبله الإدارة دون توضيح للجهات العليا.

 

والخطوة التالية كانت تغيير التشغيل بالمازوت بحجة السعر المرتفع للتر، وتم التغيير إلى الديزل.. وهذا التغيير هو نوع من التدمير بطريقة ملتوية، فالمازوت لا يباع في الأسواق واستخداماته مقتصرة في جهات حكومية وشبهها، أما الديزل فسعره في طلوع مستمر، وممكن سرقته وبيع جزء منه في السوق للشاحنات والحراثات، على عكس المازوت الذي لا يمكن بيعه محليا أو سرقته.

 

المنطقة الوسطى، وهي أربع مديريات في أبين، تعيش منذ سنوات في ظلام لمدة 23 ساعة كل 24 ساعة.. فمن هؤلاء الذين يطلقون رصاصات الغدر ليقتلوا مشروع دفعت الأسر في هذه المنطقة من قوتها ودمها لتبنيه إلى جانب مساهمة الدولة والمحافظة حينها أي ما قبل 1990م؟!

ما يحز في النفس أن هناك قيادات في أعلى هرم السلطة من هذه المنطقة لم تقدم شيئا لإنقاذ وتطوير هذا المشروع، والذي كان ثمرة تعاون منقطع النظير بين المواطن والدولة بدأه المناضل محمد علي أحمد والذي بنى ساحة الشهداء ومجمعاتها السياحية في زنجبار عاصمة المحافظة.

 

المشروع الموحد تلك الثمرة الحلال والإيجابية تحتضر اليوم، وكثير من قيادات السلطة الشرعية من أبناء هذه المنطقة لا نرى منهم حميّة وحماسا للإنقاذ وإعادة النور والراحة لأبناء منطقتهم.

لا أدري كيف يستطيبون العيش وهم مسؤولون في الشرعية ولم يخدموا منطقتهم في هذه المسألة الحيوية.

 

ومن ليس فيه خير لأهله فلا خير فيه للآخرين.