مرتبات الفرقة الأولى 3 أشهر بالدولار

مخلف صعيب

تفاجئنا حكومة «الشرعية» دائماً واجتهادها في ابتكار البطولات عندما يتعلق الأمر بتوفير مخصصات بدلات السفر والمرتبات. رشاد العليمي فرض قراراً جريئاً بصرف ثلاثة أشهر بالعملة الصعبة لفرقة أولى تسكن في الخارج، بينما تعسرت على الفئات المغلوبة على أمرها عملية دفع شهرين فقط بالعملة المحلية من أصل أربعة أشهر متعثرة.

كيف لا نقول إنها بطولات «رئاسية» عِلمية تستمرأت الكذب والتسويف منذ الأسبوع الأول لها؟ الفرقة الأولى تتنعم بالخارج بينما تدار معاركهم الأساسية عبر حسابات التواصل الاجتماعي، فتتحول إلى أداة لإفشال استعادة الدولة الجنوبية بدل أن تكون قوة في مواجهة عصابة الحوثي السلالية العنصرية.

لا ندري إن كان دفع ثلاثة أشهر دولارية تم عبر تسلل الحوالات أو باتفاق قيادي داخل المجلس، لكن ما يبدو واضحاً أن العليمي حرص على عدم حصول اهله وأقربائه على حالة اكتئاب مالي، فيما أُعطي الملايين من المواطنين شهراً واحداً بالريال، في رسالة قاطعة مفادها أننا لسنا في حساباتهم أصلاً.

الغريب أن الحكومة تعجز عن دفع الريالات الهزيلة للمحتاجين، بينما تتوافر لديها القدرة والمقدرة على توفير أعاشات دولارية لفئة مخصصة. هل هي بركة من التحالف أم امتياز طبقي جديد يُنشأ ويُرعى؟ الفرقة تتلقى دعمها الدولاري بينما البقية تظل عبئاً لا حاجة إليه، كما لو أن البقاء محصور في طبقة ذهبية فقط.

عاشت الفرقة الأولى المتنقلة في فنادق العالم، ولتحيَ الحكومة التي أمنت لهم هذا الرخاء. أما البقية فليذهبوا، فهم زيادة عن الحاجة. قبل سنوات قال أحدهم «فليمت 24 مليونًا لا يهم، وليبق مليون»، واليوم يبدو أن سياسة القِيم لم تتغير.

أحمد عمر حسين

18/10/2025