لايختلف أثنان أن تطور الأحداث الإقليمية والدولية التي تشهدها المنطقة المتسارعة قد غيرت مجرى الصراع وقواه في مشهد الحرب اليمنية وانتقالها من مربعها الإقليمي إلى الدولي الصرف مع تلاشي مخيف لشرعية الفنادق وتثبيت لشرعية الأرض . لعلنا في الجنوب اليوم نحن نقترب من دائرة التدويل إن لم نكن قد دخلنا مدارها الإستوائي الساخن في الطريق نحو تحقيق الهدف المنشود من انتصار قضيتنا بكل ماتحمله واجبات العدالة الدولية وشرعية الأمم ..
ولهذا نجد الخصوم بكل ما أوتي لهم من قوة جاهدين لنزع شرعيتنا على الأرض وهي المعركة المصيرية الحتمية القادمة .
إن مايدور من معارك على حدودنا في الضالع ومناطق التماس جميعها وما يثار من زوبعة في وجود احتقان بعدن وماتم التحضير له من مسرحية (غزو عتق) وإثارة الزوابع بوادي حضرموت من ازدياد القتل الممنهج وماتشهده سقطرى من حالات تنازع في إدارة سلطاتها المحلية امتدادا للبوابة الشرقية (المهرة ) إلا جزء مز هذه الحرب التي تكاد تنحصر في مسماها الجهوي الواضح ( الشمالي/ الجنوبي ) ويذهب الخصوم سعيا بكل قوتهم الى فرض شرعيتهم الجديدة بعد أن فقدوها بالجنوب واستطاع الجنوب تحرير معظم أرضه إستعدادا منهم للمعركة الأممية القادمة التي تلوح بالأفق .
لم يعد للجنوب من ملجأ ولامنجأ في هذه الحرب القذرة والمرحلة الخطرة إلا النضال وبإصرار مستميت بالتمسك بالأرض وبسط السيطرة عليها وتثبيت قواهم بها نحو تحقيق شرعيتهم لمرحلة التفاوض القادمة وكل الظروف المحيطة بهم تتوافق قطعيا معهم إقليميا ودوليا باتجاه تحقيق أهدافها التحررية وقيام دولتها الجنوبية على كامل ترابها ولن يتحقق ذلك إلا بوحدة الصف الجنوبي وإبعاد كل مايؤدي إلى خصومة الصراع البيني المفضي إلى خسران القضية .
إن تثبيت شرعية الأرض باتت ضرورة مرحلية من نضال كل الجنوبيين ومهمة وطنية عاجلة وملحة قبل أن يدركنا الطوفان ونضيع في معمعة التسويات الدولية الأممية القادمة بالمنطقة والتاريخ لا يرحم .