نجوم في سماء الجنوب (1).

2019-04-05 18:32

 

اعزائي القراء بمناسبة حلول شهري شعبان ورمضان المباركان سأزودكم كل اسبوع مرة او مرتين بمعلومات قيمة عن واحد من عظماء وطنكم من الرجال والنساء في سلسلة تحت عنوان (نجوم في سماء الجنوب) واضع لها ارقام.. وقد  بعظهم في كتابي الذي صدر مؤخرا بعنوان ( العربية الجنوبية _ من فجر الاسلام الى الاحتلال البريطاني) ولكن بمعلومات مختصرة. والبعض لم اذكرهم.. وفي هذه السلسلة سأذكرهم بقليل من التوسع لعلي اكسب في ذلك ثواب دعواتكم وجعلكم تترحمون على عظماء وطنكم الذين مع الاسف لا يعرف الكثير منكم شيئ عنهم.

 

في هذه الليلة سوف اشرح لكم عن شخص عظيم اسمه: ابراهيم بن يزيد بن قيس بن الاسود بن عمر بن ربيعة بن ذهل بن سعد بن مالك النخعي. وكان يلقب ابو عمر.. وقيل ابو عمران.

 

هذا ابراهيم النخعي ليس ابراهيم ابن الاشتر النخعي الفارس الشهير رضي الله عنهم جميعا.. تعود اصوله الى منطقة صرة النخعين القريبة من مدينة لودر في محافظة ابين.

 

ابوه من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم.. فنزل في مدينة الكوفة بالعراق بعد ان شارك في فتح العراق وبلاد الشام.. فولد ابراهيم هذا في الكوفة سنة 40 هجرية _ 666م.. فكان من التابعين.. فتعلم في الكوفة واصبح فقيه العراق وشيخ قراءها .. ولانه ادرك عهد الصحابة فقد روى احاديث نبوية عن خاله الاسود بن يزيد النخعي وعن مسروق بن الاجدع وعمه علقمة بن قيس النخعي وعبيدة السلمان وابو زرعة البجلي وشريح قاضي العراق الشهير وكلهم عرب جنوبيين.

 

ونتيجة لغزارة علمه تعلم على يديه أئمة مذاهب المسلمين امثال ابي حنيفة ومالك رضي الله عنها.. فتوفى سنة 96 هجرية _ 715م.

 

 ومازالت تدرس مؤلفاته حتى اليوم في الازهر الشريف الذي استند عليه مع مجموعة من السلف في تحديد مكان نزول سور القراءن الكريم على الرسول صلى الله عليه وسلم.. ويمكنكم العودة الى تعريف اي مصحف اجيز من قبل الازهر الشريف.. وفي نهايته ستجدون اسمه خالدا.

 

 وفي الحوزة العلمية بالنجف الاشرف تدرس مؤلفاته حتى اليوم.. ويطلق عليه اهل العراق القاب عدة : الامام الحافظ النخعي .. حجة الاسلام النخعي... الخ.. وقد نال الكثير  من الدارسين شهاداتهم العليا (ماجستير ودكتوراه) في سيرة حياته ومؤلفاته.

 

 رحمك الله سيدي العالم الجليل ابراهيم النخعي.. حتما سيأتي حفيد من احفادك الجنوبيين ويرفع من مكانتك في سماء وطنك.. فالنجوم وان اختفت لفترة تعود الى الظهور.

 

واخر دعوانا حمدا لله انه وهبنا وطن عظيم وشعب كريم وندعوه أن يوهبنا قيادات تهتم بتاريخ شعبها وبالعلم والعلماء.. امين.