النازحون ... الخطر القادم من اليمن ((الشمال))

2019-03-31 14:58

 

لم يعد امر النازحين الشماليين لمناطق الجنوب امراً طبيعياً يمكن ان نتقبله  نحن الجنوبيين كنتيجة حتمية لافرازات هذه الحرب المستعرة على التخوم. إذ بات هذا النزوح المليوني خطراً حقيقياً  وتهديداً مباشراً ليس على الديمغرافية الجنوبية وحدها وإمكانية تغييرها, وانما  ايضاً على الصعيد الامني والخدماتي داخل الجنوب. وهذه حقيقة بات الكل يدركها ويدق ناقوس الخطر لوضع حداً لها وإيقافها.

ان هذا النزوح يشكل خطراً فعلياً ينذر بكارثة ان لم تنتبه له اجهزتنا الامنية ومقاومتنا الجنوبية والمواطن الجنوبي نفسه. فالحذر ثم الحذر, واليقظة ثم اليقظة.

ان هؤلاء من يطلق عليهم بالنازحين هم في حقيقة امرهم (مدّعي النزوح) وإلا فمن يفسر لنا هرولتهم لمكاتب السجل المدني والتحايل بشتى الطرق والاساليب لإستخراج بطائق جنوبية لهم ولأسرهم وكأنهم وفدوا من المريخ وليس من اليمن التي لازلنا لليوم نستجلب بطائقنا منهم. او من يفسر ترداد هؤلاء النازحين لمحلات الصرافة والبنوك لإستلام حوالات او تحويلها. فضلاً عن تهافتهم للتسجيل في مراكز الاغاثة الدولية او مكاتب الجمعيات الخيرية التي يرعاها ويمولها حزب الاصلاح ويكون لهؤلاء مدّعي النزوح الاولوية في صرف الاعانة وطبعا على حساب الفقراء والمساكين المستحقين لها من الجنوبيين.

 وأني لاعجب من هذا النزوح الذي يجعل من المناطق الجنوبية والجنوبية وحدها وجهة للنزوح, في حين ان معظم مدن وقرى الشمال آمنة لم تطالها حرب التخوم هذه. والمضحك في الامر ان اعلامهم الكاذب يصور لهم ان مناطق الجنوب غير آمنة وانها تموج بالفوضى والفتن. في حين هم يلجأون الى الجنوب. فهل هم  بهذا الفعل كالمستجير من الرمضاء بالنار او ان بهم حمق وغباء. نترك الاجابة لاعلامهم الكاذب والمضلل.

كما اني لاعجب من هؤلاء النازحين كيف لهم هذا, والواحد منهم يصرف في اليوم الواحد أكثر من (15,000) خمسة عشرالف ريال مابين قات وغذاء وايجار سكن او إقامة في فندق خمسة نجوم مع التسكع في الشوارع والطرقات بالسيارات الفارهة المظللة. او اولئك الذين يشترون البيوت والاراضي السكنية بعشرات الالوف من الدولارات ثم يهرولون  إلى الجمعيات الخيرية (الإصلاحية) لإستلام حصة غيرهم كإستحقاق لهم.

ان هؤلاء حتماً يخفون مايخفونه, وامرهم برمته مريب. وان هناك من يدفع بهم لاستيطانهم في مناطق الجنوب . وان اليقظة والحذر والحس الامني واجب قبيل ان يقع الفأس على الرأس ونعود الى أسوأ مما كنا عليه سابقا.