حضارمة وشعار ( أهرف قبل أن تعرف ) :

2019-02-24 10:31

 

لا أعتقد أن هناك من يحب حضرموت ولم يقف مع اجماعها في مؤتمرها الجامع ومخرجاته التي شكلت لطمة قوية لكل من يزايد على حضرموت في حبها وقد نصب شراك العداء لاجتماعها حينها وشكك في ذلك المشروع الوطني الحضرمي وجاء اليوم من جديد ليدرف دموع التماسيح في حبها وولاءه لها .

لكل أولئك نقول ان حضرموت اختطت طريقها وأخذت قرارها بنفسها ولاتريد لأحد أن يزايد عليها باسمها فوفرت عليهم مؤونة الاجتهاد والمغالطات السياسية الكيدية تحت دعاوى مشاريعهم الوافدة والسالبة لارادتها بعد هبتها المباركة التي لم نسمع لكم موقفا واضحا منها .

 

إن حضرموت في خيارها السياسي اختارت أن تكون إقليما في إطار مشروع الدولة الفيدرالية القادمة ولم تحدده لاعتبارات سياسية ليست بخافية على أحد حينها وترك الباب مفتوحا لشعبها أمام مشروعي الدولة الجنوبية الفيدرالية القادمة ومشروع الدولة اليمنية الاتحادية وبين المشروعين بون شاسع وعلى الحضارم أن يختاروا العودة الى بيت الطاعة من باب اليمن او إلى رحاب الدولة المدنية وحاضرتها عدن ومن هنا يأتي الصراع وفق أجندات الحضارمة أنفسهم وأما أصحاب الدولة الحضرمية المستقلة فلا مكان لهم الآن لعوامل ذاتية وموضوعية ليس مكان شرحها وقد اتفق الحضارم على تأجيلها حتى يحين وقتها ووضعوا لها إشارات في مخرجات مؤتمرهم الجامع لمن يقرأ مابين السطور .

أما عن التساؤلات حول شكل الدولة عند الانتقالي فللاسف الشديد لم يجهد البعض نفسه في قراءة ادبياته ووثائقه فضلا عن خطابات قادته فهو يحمل مشروعه السياسي بنمط  الدولة الفيدرالية ويوزع الجنوب إلى أقاليم وفق توزيع المحافظات القديم بزيادة محافظتي الضالع وسقطرى وعليه تترتب الاستحقاقات السياسية التي شملتها وثيقة أسس الدستور للدولة الجنوبية القادمة منها توزيع المناصب السيادية والحصص من الثروات والتمثيل النيابي في البرلمان العام على قاعدة المساحة والسكان والثروة لكل إقليم وفي ذلك الاتجاه فقد حددت مخرجات مؤتمر حضرموت هذا الأمر وقطعت باب الاجتهادات وهي المرجعية عند التفاوض والمفاضلة لأبناء حضرموت في هذا المشروع ولا يمكنهم الخروج عنه .

 

ولعل المرء هنا يدرك تماما حساسية المرحلة وخطورة الانجرار أمام كل ما يقال دون تدقيق او تمحيص والدقة في الاستماع لكل ما يطرح في حدود الخيارات والبدائل المطروحة وأخذ العظة والعبرة من تجربتي 1967م و1990م بكل مافيها ولها من آثار سلبية على واقع حضرموت الجغرافيا والإنسان فعلينا أن( نعرف قبل أن نهرف ) كما أن نعلم قبل أن نتكلم إذا كنا واعيين لما يجري من حولنا ..!!!

 

اكرم احمد باشكيل

2019/2/23م