أسوار معاشيق.. كلاكيت ثاني مره

2018-05-03 12:49

 

قفزة للاستئثار.. نتأمل ان تكون إيجابية.. ذلك كان ردي على سؤال صديقي (ما رأيك ؟) عند اعلان التأسيس الذي جاء كـ (رد فعل) على قرارات رئيس القصر بإقالة أربعة محافظين أعلنوا انضمامهم للمجلس.. والايجابية التي كنت آملها هي على أساس (طالما انهم سيتحملون المسئولية).. فالشيء وان شابه بعض الاختلالات أفضل من التلاشي والغياب..

 

ولعل العام الغير مكتمل للمظلة الجنوبية "سابقا" والمكون بحكم ما آلت اليه الأمور، كشف في مجريات احداثه خطوات منها الناضج المقنع ومنها الأخطاء، الا ان الأيام الثلاثة الاخيرة من يناير الماضي مثلت بالنسبة لي على اقل تقدير المحك الحقيقي، فمن قمة النضج والمسئولية الى النكسة عند اسوار معاشيق عندما ارتعشت الايادي على الزناد.

 

بالأمس كان حديثا مع ذات الصديق حول الائتلاف الوليد.. ورغم كامل قناعتي بالخلفية القاتمة التي جاء منها.. واقتناعي بأن الإعلان كان بمثابة "محرقة ختامية" مشينة لبعض الشخصيات التي كنا نحترمها ونكن لها تقدير والتي استطاعت الحفاظ على سمعتها من الانجرار الى اتون الصراعات على الكعكة وظلت محافظة على احترام الجمهور لها سنوات طوال.. الا انه أيضا شكل ضربة للفرصة السانحة امام القضية الجنوبية في اسوأ الحالات.. وانقسام واضعاف للموقف الجنوبي في أفضلها.. وإعادة لذات القصة عندما ولد بين ليلة وضحاها (مؤتمر شعب الجنوب) الذي ادعى تمثيل الجنوبيين في مؤتمر الحوار الوطني بصنعاء، وسواء شئنا ام ابينا، نجح المكون.. أو نجح رعاته من خلف الاستار، في تغييب القضية الجنوبية مجددا في 2013-2014 مع جملة قضايا أخرى.. تلك الثقافة المخاتلة او الممارسات التقليدية في تاريخ اليمن والتي أوصلت البلاد لحالها الراهن -بلا شماته-

 

ما لا يدركه طباخين قصر الرئيس ومعاونيهم الجدد، أنهم يضعون الجنوب أمام طريق وحيد لا ثاني له.. فطريق الهروب من فخ اضعاف الموقف الجنوبي الذي نصبه طباخين القصر، هو ذات الطريق نحو التمرد على الحالة واسقاطها بكاملها، لقد أتاحوا الفرصة مجددا لإعادة انتاج ليلة اسوار معاشيق لإتمام حفلة العشاء الاخير. وعندها لن يكون للأيادي المرتعشة على الزناد حضور مرة أخرى.

 

أخيرا..

الرد على طبخة القصر من خلال المواقف الهزيلة سيعطي انطباع خاطئ، وضبط النفس أصبح خسارة للطرف الجنوبي وحده، والعملية السياسية القادمة لن تنجح ولو نجحت لا أمل للجنوب فيها..

نداءنا ان تنضج الرجال وتكف عن ممارسة لعبة الرئيس ونائب الرئيس والتغريدات الغير مضبوطة، والعبث بالمواقف برش الأموال على "اشباه الصحفيين" .. لم يعد الوقت مناسبا أمام طالبين الله والباحثين عن أبوب الرزق..

فليتنحى كل ذلك ولتحضر الروح المقاومة التي مثلت الجنوب بكامل ترابه.. ومن عند اسوار معاشيق فلتكن كرة أخرى..