ساير الإصلاح إلى باب بيته

2017-12-17 13:49

 

كثيرا ما نسمع المقولة الشعبية "ساير الكذاب إلى باب بيته"، وتقال هذه العبارة عادة حين يتطلب أو يطلب من جهة معينة أو فرد أن يقوم بواجب ما، ولأنه لا يريد القيام بذلك أو يتحفظ عن القيام بواجبه يلجأ إلى ذكر عدد من العوائق الواهية ليبرر عدم القيام بواجبه، وحتى تختبر حقيقة ذلك الفرد أو تلك الجهة قم بإزالة تلك المبررات والعوائق الواهية حتى تضعه أمام أمر واقع، وحينها ومن موقفه تصل إلى اليقين بأنه كاذب ولا يريد القيام بواجبه، وما العوائق التي كان يذكرها إلا مبررات واهية وكاذبة تثبت حقيقة طبيعته الماكرة والخادعة.

 

وإذا ما قمنا بإسقاط هذه المقولة على الواقع، وتحديداً موقف حزب الإصلاح (إخوان اليمن) من التحالف العربي منذ انطلاق عاصفة الحزم، سنجد أن الحزب ظل يراوغ ويتبع نهج الانتهازية، ولم يبدِ موقفاً حقيقياً مساندا للتحالف العربي على الأرض، واكتفى بالمساندة بالقول دون الفعل، بل إنه ومنذ أكثر من عام صار يشن هجمة إعلامية وتحريضية ضد دولة الإمارات العربية المتحدة، العضو الفاعل في التحالف العربي، وكذلك موقفه مع الشرعية كان ولايزال بالقول وليس بالفعل، وتعدى ذلك إلى استغلال تواجده في الشرعية لخدمة أطراف معادية للتحالف والشرعية.

 

هنا لن نذكر تواطؤ الحزب في التصدي لمليشيات الحوثي قبل احتلالها صنعاء، ولكن دعونا نقيس موقف الحزب من التحالف والشرعية منذ انطلاق عاصفة الحزم، فالجبهات التي يشرف عليها قادة عسكريون ومقاومون موالون لحزب الإصلاح كانت ولاتزال جامدة، وما تقوم به هو المراوغة والتمويه وممارسة نهج انتهازي يستنزف التحالف دون تحقيق أي نتائج على الأرض، والانتصارات التي حققتها القوات الجنوبية من جيش ومقاومة على أرض الجنوب فضحت الموقف الإصلاحي من التحالف والشرعية.

 

ودأب حزب الإصلاح على التبرير الواهي لعدم القيام بواجبه إلى جانب التحالف والشرعية في التصدي للمليشيات الانقلابية قولا وفعلاً، وإذا ما نظرنا إلى الخطاب الإعلامي الذي يبث عبر المنابر الإعلامية التابعة للإصلاح سنجد أنه ومنذ انطلاق عاصفة الحزم اتخذ موقف المتحفظ، وما لبث أن توجه خطابها الإعلامي ضد دولة الإمارات العربية المتحدة الطرف الفاعل في التحالف، وتصاعد هذا الخطاب ليصل إلى حد وصف وسائل إعلام إصلاحية الإمارات بـ “الاحتلال”، حد تهريجهم.

 

واستغل حزب الإصلاح المواقف الإماراتية الصارمة حيال انتهازيته ومراوغته وتواطئه مع جهات معادية للتحالف ليبرر ويضع تلك المواقف كعوائق لموقفه الفعلي من التحالف والشرعية، واكتفى بالموقف الشكلي.

 

وعلى ما يبدو أن اللقاء الذي رعاه ولي العهد السعودي وجمعه مع ولي العهد الإماراتي وقيادة حزب الإصلاح الخميس في الرياض، تنطبق عليه المقولة التي تحدثنا عنها بداية المقال، يعني لقاء يضع الإصلاح أمام الاختبار الحقيقي، ليثبت مواقفه الفعلية مع التحالف والشرعية، وحسب المقولة “ساير الكذاب إلى باب بيته”.. “ساير الإصلاح إلى باب بيته”.

*- الأيام