السر وراء الفشل الحكومي

2025-02-08 21:39

 

نجاح أو فشل اي عمل سياسي، وتحديداً على مستوى الدولة، يتوقف على مدى رسم السياسات (قواعد وأسس وخطط وبرامج العمل) بصورة سليمة ووفق أهداف واضحة ومحددة، وفترة مرحلية مزمنة، وبتنسيق الأدوار والمهام بين الإدارات بعيداً عن الازدواجية، مع وضع قرارات تنظيمية ملزمة في العمل لتحقيق هذه السياسات.

والأمر الآخر والأهم في النجاح أو الفشل السياسي، يتحدد من خلال تنفيذ السياسات المرسومة فعلياً لتحقيق الأهداف، والتنفيذ لا يتم إلا من خلال العمل الجماعي لكافة الأفراد المعنيين بهذه السياسة أو تلك على مستويات السياسيات نفسها وفي مختلف المجالات، وذلك من خلال تفاعل جهات العمل الرسمية وغير الرسمية بصورة فعالة.

وإذا ما نظرنا إلى واقعنا الراهن في البلاد وتحديداً السلطة الشرعية المعترف بها دولياً، سنجد أن هناك اختلال كبير في رسم السياسات أو تنفيذها، ومن أبرز ملامح ذلك ما نلمسه من تراجع العمل الجماعي وعدم التركيز على الأولويات المطلوبة والأساسية التي تتطلب التوافق عليها حتى وإن كان هناك اختلاف في المشاريع السياسية.

وفي هذا السياق لا بد من الإشارة إلى ان المقارنة بين متطلبات العمل السياسي، والواقع الراهن وما يؤثر فيه من متغيرات داخلية وخارجية مرتبطة بالمصالح، يدفعنا للتسليم بوجود انعكاسات على رسم السياسات وتنفيذها، ولكن هذا لا يعني أن نرمي الفشل على تلك المتغيرات فهي أمر طبيعي وتحدث في كثير من البلدان، والمطلوب منا العمل وفق الإمكانات المتاحة والتركيز كل التركيز على العمل الجماعي نحو تحقيق الأهداف التي تهم الصالح العام، لأنه لا نجاح لأي عمل دون التخطيط والعمل الجماعي الذي يكمل فيه الآخر ويعوض اي نقص أو قصور.

وبعد هذا الاستعراض يمكننا تشخيص واقعنا الراهن وما نعانيه من فشل وتدهور في الخدمات الأساسية والاقتصاد، وغيرها من الإخفاقات حتى على المستوى السياسة الخارجية .. يمكننا القول إن السر هنا في غياب رسم السياسات السليمة، ومن ثم الإخفاق في تنفيذها، حتى وإن كان في الحد الأدنى.

 

#فتاح_المحرمي

8 فبراير 2025