يتابع الوطن من شرقه إلى غربه مسيرة -المجلس الإنتقالي- الذي بدأت تأخذ طابعا شعبيا عظيماً وزخماً غير معهود . فهذا الشرف والبهاء ولد من عناءآت الشعب ودموع الأبرياء وطهر دماء الشهداء.
توارت اليوم ووهنت وبهتت و تقزمت وهانت بقية المكونات التي تعيش كالرخويات. فاتها الركب لانها لم تسجل في سجل الإرادة موقفها وبهائها ووضوح رؤيتها، وتشامخ المجلس الأنتقالي بزخم شعبي عارم غير معهود، وهو اليوم الامل الوطيد على دروب تحقيق الذات، وإنتشال الوطن من وعثائه وهوانه وربقته.
والمسيرة الظافرة تترسم خطاه من -شبوة- المجد والإباء ألى - حضرموت - الصبر والبهاء وتستقبلها أرض -المهرة- فاتحة صدرها لتلك المسيرة التي ترسم أبعاد النصر على كل الجهات الاربع. ولسوف نشهد المسيرة الظافرة وهي تزف بشائرها في بقية المحافظات، توطد الامل وترسم ملامح النصر.
توارت في هذه الزحف الظافر مكونات تعثرت خطاها، وتبين - هشاشة عظامها- وحماقة رايها فهي لا تستوعب حقائق التاريخ والمستقبل، ولم تسمو الى أمنيات الشعب وتصيخ الأسماع الى أحزانه ووجيبه ومليوناته. اليوم ليس لهذه المكونات من حيلة الاّ القاء اللوم وحث التراب وكيل الملامات العاجزة، في سكون الهوان وحضيض الخذلان واليأس .
دعوا الغربان تنعق فنحن بحاجة اليها لنتذكر هديل الحمائم وتغريد البلابل بل ونشيد الحب والصدق الذي يصدح بين جنبات الوطن الجميل. دعوا الأواني الفارغة تزعج فسوف تخرسها صليل سيوفنا وإذانات صلواتنا التي تلهج بها كل الحناجر من كل تلك المآذن والقباب والرحاب الطاهرة.
اليوم لنا بشرى الشموخ، ورغم كل الإنتكاسات التي عشناها فقد طالت واستطالت، ولكننا تنبهنا وفي لحظة استقواء الخصوم. تنبهنا الى انه لا ملاذ لنا الاّ سيوفنا و صدقنا وقادتنا الأخيار، وهم قادة ولدوا بين غبار المعارك. لفحتهم الشموس وتمزقت اقدامهم وهم يناضلون في وهاد الوطن وخنادق الجبهات، بين النيران وازيز الرصاص وأنين الجرحى واجساد الشهداء الأبرار.
قادة -الإنتقالي- لم يولدوا في فنادق النجوم الخمس، ولم تزفهم أحتفائيات الإعلام وشاشات التواصل المرئي . زفهم الشعب الصابر في احتفالات مدوية، تعلن مولد المارد، الذي تعلم كسر القيود وصدق القول وشمم الفرسان . لم نعد اليوم نسال ما العمل؟ فنحن في بوتقه العمل والتحدي، نحقق المنجزات بصبر المؤمنين الصادقين بقضيتهم ووطنهم ومستقبلهم.
ولمن لا زالت في قلبه رجفة الشك او ضغينة الوشاية، نقول لهم تعلموا الإنضواء تحت راية الحق .استفيقوا من أوهام تكريس الفرقة، فنحن اليوم صخرة تتكسر عليها كل سهام الخصوم . أنتشلوا وعيكم من مستنقعات الجهل والريبة وثقوا بمن وثق الشعب به، فهم فتية آمنوا بالله فزادهم الله هدى، لقد أهدوا لنا قادتنا ثوب العز والبهاء ، وهم اليوم يطرزون صدورنا باوسمة الفخر والنصر.
في حضرة البطولات والصدق والإيمان، تتوارى الاقزام وتسقط حجج الجاهل ويـُزهق الباطل أن الباطل كان زوهقا.
*- فاروق المفلحي – كندا