لست منتميا لآي حزب أو مكون سياسيي، على قانونية ذلك الفعل، بل كل انتمائي الحقيقي إلى هذا الوطن الجليل والغالي الذي نشأت فيه وعشت فوق ارضه، وتربيت بين أهله وأحبابه، وقضيت فيه أجمل سني عمري، فمن هذه الارض وجوها يتألف جسمي وتتكون أخلاق نفسي، آلم لما يؤلمني وأرضى بما يرضيني.
بالآمس حز في نفسي واستفزت مشاعري واقعة تفوح منها رائحة التسقيط والتجريح لحرية الانسان وكرامته وفقا لحسابات سياسية.
ان المواطن ياسادة بامكانه تحمل تبعات واقع الاحباط الذي يعتري مختلف نواحي حياتنا في هذه المرحلة، وان بامكانه تحمل تبعات ذلك الالم بكل صبر الا الصبر على اهانته والدوس على كرامته، فالمواطن يا سادة اذا ما شعر بالغبن أو الاهانة لحريته وكرامته فانه سيشعر بتخلي الوطن عنه وستكون خياراته حينها اللجوء الى ولاءات اخرى ضيقة بدلا من انتمائه الحقيقي والأصيل الى وطنه، فالوطن ليس مجرد عنوان، بل هو الحاضن والملجأ الذي يوفر الطمأنينة والآمان لمواطنيه للعيش بحرية وسلام فوق ترابه، ومتى ما شعر هذا المواطن بذلك وان الوطن هو من اجله فانه سرعان ما ينتمي اليه بكل فخر واعتزاز ويدافع عنه ببذل الغالي والنفيس، ومن دون الحرية والكرامة فإنها حتما المذلة والعار.
ان طبيعة المرحلة تتطلب من الجميع تكاتف الجهود المشتركة بعيدا عن المكايدات والنعرات الضيقة، والتخلي عن توظيفها لمآرب أخرى نحن في غنى عنها لاسترجاع هيبة النظام والقانون وعودة لروح الحكم المدني التي أغتالتها تلك الوحدة “المغدورة” وحان الوقت لاستعادتها، ولا ننسى بأن لدينا مرحلة تؤسس وقضية نناضل من اجلها هي بحجم الوطن وهي قضيتنا الاولى القضية الجنوبية، وان هناك عيونا ترقب وأقلاما ترصد وتاريخا يسجل ولا يرحم، اما أن يسجل لك أو عليك، ولا خير فينا ولا لأقلامنا ما لم نقلها وبصوت عال: إلا حرية المواطن وكرامته!.