هناك من لازال يردد ويقول لماذا في الجنوب تتعدد المكونات ويدب بينكم الخلافات- ؟ ورأيت ان اجيب هنا عبر مقال قصير، أفند فيه ما يدعيه البعض،على أن من يصرح ويقول أن هناك مكونات وتعدد منابر تحول دون ان تجد الجنوب فرصتها، لتمكينها من التفاوض والتحدث مع اي دولة بصوت واحد، على أن هذا الكلام ليس سوى ذر الرماد في العيون، وخصوصا بعد أن إنضوينا تحت لواء - المجلس الإنتقالي الجنوبي - فاصبحنا اليوم- وبنعمة الله- كالبنيان المرصوص .
الساحات عبرت عن تضامننا واستجاباتنا في- مليونياتنا -عندما وجه -المجلس الأنتقالي- بأن يحتشد الشعب ويعبر عن تضامنه، ولن تستطيع دول كثيرة أن تحشد مليون مواطن، ونحن حققنا هذه الرقم القياسي، في بلد متباعد الأطراف، ورغم العناء وضيق العيش، فأبناء الجنوب حضروا وبرهنوا على تضامنهم وتعاضدهم ، واليوم توارت -المكونات- الأخرى الهجينة، لانها تشبثت بأوهامها وخيالاتها بل وضعفها وهوانها، ولا بواكي عليها . لقد ولد من عمق جراحاتنا من يمثلنا ويحمل قضيتنا ويمضي بها نحو المستقبل.
حدس الشعب وفطرته مكنته من الفرز، وحدد خياره فتداعى الشعب وإستجاب للنداء ، ورغم الحصار- الغيرمُعلن- فنحن نتكبد متاعب إنقطاع الماء والكهرباء والوقود، وهناك مخاطر ووعثاء الأسفار والجو الخانق وفي زمن التضييق وتوقف صرف الرواتب الشحيحة، الاّ ان الجنوبيين لبوا ولمرات عديدة لبوا النداء، في حضور لافت لمليونيات، تشهد بأننا التقطنا أنفسانا، واننا ننضوي حول قضيتنا بإجماعٍ وبصوتٍ واحد وأننا صرنا اليوم الرقم الصعب في أي معادلة او تسوية.
عظيم ما حققه الشعب الصامد في الجنوب حيث حقق الأنضواء وواجه التحدي فأستل الإستجابة، ورفد الساحات بمليونياته التي حث عليها - المجلس الأنتقالي- ليبرهن الجنوب انه ينصت ويستجيب لمن وثق به، ولقد جمع الجنوب شعثه، فلا تسالوا ولا تشككوا ولا تبحثوا عن من يمثلنا فأمامكم صرح يتسامق كالطود العظيم .
شتان بين زحف وزحف وحشد وحشد، فقلد زحفت سيول البشر في الجنوب من كل فجٍ عميق. لبوا-النداء- يلهمهم حدسهم الوطني، ودون وسائل إعلام ودون فضائيات ودون منائح ، توالت الحشود سيول تزمجر الى الساحات، تعلن عن تضامنها وجسارتها وعنفوانها ومولد مجلسها وكيانها.
دعوهم بمالهم وخزائنهم وأجهزتهم وتجهيزاتهم وهيلمانهم . الجنوب يصنع الفرق فمن يحشد جمهورا بهذا الزخم، وهذا الاخاء وهذا البهاء وهذا النقاء وهذا التصميم والعنفوان بل والصبر العظيم ؟ انه الجنوب الصابر المصابر.
أن حشودنا العظيمة هي الشهادة البليغة الصادعة بان الجنوب تولى أمر نفسه، وانه اليوم بشموخ جبل- شمسان و-ردفان- واننا معا كالبنيان المرصوص. على ان للجنوب هويته العربية بل واليمنية والإنسانية. ولكنه يتميز - دون تمايز- بنديته ونظامه وشخصيته وبتاريخه وحدوده، وهي حدود بين أشقاء، حدود تقربنا وتجمعنا ولا تمزقنا.
أرض اليمن جنوبها وشمالها للأنسان وليس للحكام، فلن يطمع الجنوب بغير ارضه ولن نمكنكم ايها الحكام في الشمال من أرضنا، فهي للأنسان اليمني في الجنوب والشمال.
فاروق المفلحي