مسارات الأحداث في صنعاء

2017-08-30 10:52

 

لسنا على علم بدقائق الامور واسرارها، لكن اي شخص متابع ولديه بعض التصورات ومن خلال ما دار وما يدور في وطننا العربي من فواجع ومواجع، اي شخص يدرك أن ما يجري هو زج الوطن كل الوطن العربي في إحترابات اهلية واقليمية وإستدامة هذه الحروب، مع تسكينها عبر وساطات ومناديب يأتون في رحلات مكوكية يسّوقون لنا- مواعيد عرقوب- ونحن في اتون الحروب نصلى ونتساقط كأوراق الخريف.

الذي وقع في فلسطين و لبنان وفي سوريا والعراق وليبيا واليمن بل ومصر وقبلها في السودان ثم الصومال، الذي وقع لم يكن مصادفة ابدا، والمساعي والجهود المبذولة من قبل الامم المتحدة، ليست سوى مُسكنات. ولم تشف القضية الفلسطينة من مرضها المهلك، حيث ان فلسطين من بلواء الى بلواء منذ 60 سنة وبقية الدول العربية ليست إستثناءً

 

ولكي اضعكم أمام ما يدور في تفكيري من تصورات، فأن انصار الله اليوم اقوى من ذي قبل وهم اليوم يمثلون القوة والقرار في صنعاء، ويسيرون ويتحكمون بالامور من صغائرها، بدء بتعديل المناهج الدراسية الى كبارها، وهوعزل بقية الحرس القديم ليصفو الجو لهم، وهم بهذا قد حققوا ما كانوا يصبون اليه، والزموا صنعاء الطاعة و الإستكانة.

 

ستتطور معرجات الاحداث الى ان يأتي - السيد عبد الملك الحوثي- من - مــرّان- الى عاصمته صنعاء، ويدشن عهده الجديد . وهنا سوف يتوارى عن المشهد الكثيرون من المكونات والاحزاب والساسة، وليس بامكان احد ان يشارك انصار الله الغنيمة فهم ينتظرونها منذ نصف قرن، وهم كما يقولون الأحق بحكم البلاد والعباد . أدنى طماح اليوم للانسان اليمني الذي سحقه الفقر والهوان، أدنى طماح لهذا الإنسان هو الأمن والسلام وتحت اي نظام وحاكم .

ومن يختلف معي ويعترض ويشدد على انه من الواجب المقاومة وتجريد السيوف ! اقول له، بل اساله هل شهدت وعبر مسيرة نصف قرن من حروبنا إن حققت دول عربية انتصارا خلال ايام او شهور، بل ان دولنا العربية تخوض حروب ولسنوات عجاف، وتنتهي الحروب بمهالك وفضائع وخسائر فادحة بالأرواح والأموال ودون اي نصر يتيم، بل هزائم ومرارات تلوكنا ونلوكها بقية سنوات عمرنا .

 

ان حروبنا تطول وتتشارس وعبر سنوات طوال وتطحننا طحن الرحى بثفالها. وليس لنا بعد اليوم الا ان نتجنب الحروب ونتصارع بالجدل بل والعتب بل والغضب والمقاطعات التجارية وقطع العلاقات، فهي اقل خطورة وفداحة علينا ، ونصبر على المريب وعلى منغصات الايام وفواجعها، فهي اهون من هدم الاوطان وحرق الحرث والنسل، فنحن من تصيبنا وتسحقنا النكبات ولا بواكي علينا.

 

أسوق لكم ما قاله صديقي الصيني من -بكيين- ويدرس في جامعة لوريه - برانتفورد . قال لي ان الصين قبلت بمذلات الصمت والإستكانة وارضها محتلة من قبل فئة تناصبها العداء، ويعني بها - تايوان- واضاف كانت الصين تعلم انها ستتورط في حرب تحطمها وتضنيها وتدمرها. فآثرت السلام مع تايوان , وهي اليوم حققت أمنياتها دون حرب وصواريخ عابرة.وأعلموا ان من ينتصر في الحرب قد هزم .

وماذا عن الشرعية؟ خلي لي حالي!!.

 

*- فاروق المفلحي – كاتب وأديب برانتفورد كندا