لقد عصدتها أنت يا هادي .. فمتّنها بيدك ..

هذا قولٌ يُقال لمن يتسبب لنفسه بمشكلة  ويبحث عن حلها لدى غيره ! ..

لقد كان الحراك الجنوبي في مقدمة القوى التي سارعت إلى إمتشاق السلاح والتحوّل من العمل السلمي إلى المقاومة المسلحة ، وقد أنخرط الآلاف من شباب وحتى شيوخ الحراك في صفوف المقاومة الجنوبية ، وقاتلوا بشراسة ، وسقط العديد منهم شهداءً وجرحى في سبيل الدفاع عن الدين والأرض والكرامة ..

وقد شكّل الجنوبيون كحراك ومن ثم المقاومة الجنوبية تحالفاً مع الرئيس الغير منتخب جنوبياً تحالفاً أساسه طرد الغزاة الذين أتوا إلى الجنوب للمرة الثانية سعياً وراء الرئيس عبدربه منصور هادي ، وقد شكل الجنوبيون له الظهر المساند والعضد الحامي وقاتلوا دفاعاً عنه ضمن ما قاتلوا من أجله من قيّم ، بإعتباره جنوبياً ، وليس لقبولهم بمشاريعه التي رفضوها ولا يزالون ..

حتى بالقلم شارك بعضنا في هذا التحالف ،  لقد كان هذا التحالف الذي أساسه الدم والتضحيات الجنوبية هي السبب في عودة عبدربه هادي إلى عدن بعد أن فرّ منها هارباً في دياجير الظلام ..

عاد عبدربه الى عدن على أكتاف الجنوبيين ولن ننكر دور التحالف العربي في الدعم والمساندة حتى بالقتال المباشر ، لكن لولا وجود الجنوبيين لن يكون قادراً أي كان ومهما ملك من قوة على فرض ما يريد دون مشاركة الجنوبيين أهل الأرض ..

لقد كان الخطأ منذ البداية في التحالف مع عبدربه على المستقبل المجهول لهذا التحالف ، ولكن عبدريه هادي قام بإصلاح الوضع وإعادة التوازن المفقود إلى المعادلة ، بقراراته الرئاسية الأخيرة .. لقد قام بفك التحالف الغير معلن مع الثورة الجنوبية ، وقدم للجنوب أعظم خدمة كان لمثله أن يقدمها ، وبهذا فتح على نفسه جبهة لن يستطيع السيطرة عليها أبداً الا بالتوافق مع الجنوبيين الاحرار ، وما لم يستطع علي عبدالله صالح عفاش عمله بكل جبروته وقوته والشعب الجنوبي أعزل ومسالم ، لن يستطيع هادي من فعل ذلك والجنوب حاله كما نعرف جميعاً اليوم .. لن يستطيع أحد تمرير أية مخططات غير مرغوبة جنوباً أبداً ، وليسمع من بإذنه وقرٌ .. إن الجنوب غير ما يريدون ...

جمال عبداللطيف عبادي

01 – 05 – 2017م