*- شبوة برس – د حسين لقور بن عيدان
عرفت قبائل يافع الحميّرية بأنها من أعظم القبائل في جنوب الجزيرة العربية، وتميزت عبر التاريخ بقوة شكيمتها وشجاعتها وتمسكها باستقلالها ولا سيما في صراعها الطويل مع الأئمة الزيديين (الزيود) فيما يعرف باليمن ومحاولتهم إخضاع الجنوب العربي، من مناطق يافع إلى عدن وحضرموت.
مثلت مناطق يافع المعقل الرئيس للدفاع عن المذهب الشافعي في الجنوب العربي، بينما كانت سلطة الأئمة الزيديين تتوسع في اليمن وتفرض نفوذها على القبائل اليمنية بالقوة.
بدأ الصراع الفعلي مع اشتداد الحملات الزيدية زمن الإمام المتوكل إسماعيل، - نهاية القرن السادس عشر وبداية السابع عشر -، الذي أرسل جيوشًا لاحتلال حضرموت والجنوب بعد خلافات الأسرة الكثيرية وسقوط بعض الإمارات بفعل الانقسامات الداخلية.
حاول الأئمة إخضاع يافع بالقوة؛ حيث جهز الإمام جحافل ضخمة قُدرت بعشرات الآلاف وقاد حملات عسكرية مستمرة على مناطق يافع وحضرموت وعدن، وواجه مقاومة شرسة من القبائل اليافعية، ولكن بالغدر والكثرة احتلوا بعض مناطق في الجنوب، إلا أن تحالف سلاطين الجنوب وهم سلاطين يافع مع أمراء الجنوب (مثل الفضلي والعوالق وآل هرهرة وآل عفيف وباقي شيوخ دثينة) شكلوا اتحادًا لمواجهة الاحتلال الزيدي، ما أتاح لهم شن هجوم موحد على الحاميات الزيدية وطردها من كامل الجنوب.
حيث قاد السلطان ناصر بن صالح بن هرهرة ونجحوا في تحرير هذه المدن لحج، أبين وعدن الإستراتيجية، بعدما تحولت إلى قواعد أمامية للمذهب الزيدي، و أعادوها للنفوذ الشافعي ولأهلها الجنوبيين.
ثم بعد استنجاد أهل حضرموت من الزيدنة، توجه الكثيري إلى الشيخ المنصب أبوبكر بن سالم (مولى عينات) ليطلب النجدة من سلاطين يافع الذين قاموا بتحريك الجيوش اليافعية مارون بباقي مناطق الجنوب حتى وصلوا حضرموت بقوة من آلاف المقاتلين بقيادة عمر بن صالح بن هرهرة، بعدها دارت معارك ضارية انتهت بطرد قوات الزيود وانتهاء التواجد الزيدي في حضرموت.